أثارت الصفقات الضخمة التي أبرمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع دول الخليج العربية في مجال الذكاء الاصطناعي جدلا واسعا في واشنطن.
وانقسمت الأوساط الأمريكية بين مؤيدين يرون فيها تعزيزا للهيمنة التكنولوجية الأمريكية، ومعارضين يحذرون من مخاطر تسرب التقنيات المتقدمة إلى منافسين مثل الصين.
وفي المستجدات، أكد أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي أنّ صفقات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في “الشرق الأوسط” تُعرّض الأمن القومي للبلاد للخطر، وفق ما نقلت وكالة “بلومبرغ” الأميركية.
وحثّ أعضاء ديمقراطيون رئيسيون في مجلس الشيوخ إدارة ترامب على إعادة النظر في صفقات الذكاء الاصطناعي الجديدة مع السعودية والإمارات.
وأوضحت الوكالة أنّ الاتفاقيات التي كشفت عنها شركات، منها “إنفيديا كورب” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز”، خلال زيارة ترامب إلى المنطقة فتحت الباب أمام دول الخليج لشراء عشرات الآلاف من أشباه الموصلات المتقدمة، وقد تتم الموافقة على بيع أكثر من مليون وحدة إضافية.
وأشارت الوكالة إلى أنّ ذلك يأتي في الوقت الذي “تخطط فيه إدارة ترامب لإلغاء وإعادة صياغة قواعد عهد الرئيس السابق جو بايدن التي تحد من وصول تلك الدول إلى الرقائق”.
وحذرت مجموعة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بقيادة إليزابيث وارن، وزعيم الأقلية تشاك شومر، من أن هذه الخطوات مجتمعة تُعرّض الأمن القومي الأميركي وقدرته التنافسية الاقتصادية للخطر.
وفي رسالة إلى وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، ووزير الخارجية ماركو روبيو، كتب أعضاء مجلس الشيوخ: “إن هذه الإعلانات مجتمعة تعادل تراجعاً مذهلاً عن قيود الرقابة على الصادرات التي ساعدت في الحفاظ على التفوق التكنولوجي للولايات المتحدة لضمان فوز البلاد في سباق الذكاء الاصطناعي ومنع خصومنا من الوصول إلى أكثر تقنياتنا حساسية”.
ودعا الأعضاء، في رسالتهم، إلى أنّ تتضمن صفقات رقائق الذكاء الاصطناعي مع السعودية والإمارات “حواجز حماية كافية لمنع تسرب التقنيات الحساسة إلى الصين وروسيا”.
ولفت المشرعون إلى أنه “على الرغم من أن الدولتين الخليجيتين شريكتان إقليميتان مهمتان، فإن لهما علاقات تجارية سابقة مع كيانات صينية، بما في ذلك شركة هواوي تكنولوجيز”.
وذكرت “بلومبرغ” أنّ الولايات المتحدة فرضت قيوداً على مبيعات أشباه موصلات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى السعودية والإمارات منذ عام 2023، في إطار “جهود أوسع نطاقاً لمنع الصين من الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية المحظورة عبر وسطاء”.
وأضافت أنّ مسؤولي إدارة ترامب يتفاوضون مع حكومتي السعودية والإمارات بشأن سبل تسهيل شحنات أكبر من الرقائق المتطورة، التي تحتاجها دول الخليج لـ”دعم طموحاتها في أن تصبح مراكز إقليمية للذكاء الاصطناعي”.