لندن/وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت تحقيقات نشرتها صحيفة “ذا صن” البريطانية عن وفاة أكثر من 21 ألف عامل أثناء بناء أقسام مختلفة من المشروع، وسط ظروف عمل صعبة ومخاطر مهددة للحياة.
وبحسب التقرير، توفي العديد من العمال نتيجة حوادث مأساوية تنوعت بين سقوطهم من ارتفاعات شاهقة أثناء بناء المباني، والصعق بالكهرباء، وحتى حوادث مروعة وصلت إلى قطع الرأس.
وتكشف هذه الحوادث عن قصور كبير في إجراءات السلامة المهنية في مواقع البناء بالمشروع، رغم الميزانيات الهائلة المخصصة له.
وقال التقرير إن بعض هذه الحوادث لم يُعلن عنها رسميًا، بينما تم التعامل مع بعضها على أنه حوادث عمل عادية، دون إعطاء اهتمام كافٍ للمعاناة التي يمر بها العمال، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول حقوق الإنسان في مواقع العمل الضخمة في المنطقة.
في حين أن التكلفة الأصلية المعلنة لمشروع نيوم كانت تبلغ نحو 500 مليار دولار، أفادت مجلة “The New Civil Engineer” المتخصصة أن التكلفة المتوقعة للمشروع ارتفعت إلى 8.8 تريليون دولار، أي أكثر من 17 ضعف المبلغ الأولي.
وحذر التقرير من أن آلاف العمال الذين يقفون وراء بناء هذا الصرح الحضري هم أكثر الفئات تضررًا، إذ يعملون في ظروف قاسية للغاية، وغالبًا ما يكونون بعيدين عن أُسرهم، وسط مخاطر جسيمة.
وأوضحت المصادر أن كثيرًا من العمال أُجبروا على العمل لساعات طويلة دون فترات راحة كافية، بينما تفتقر مواقع العمل إلى إجراءات أمان كافية، ما أدى إلى وقوع الحوادث المميتة المتكررة.
هذه الظروف أثارت غضب منظمات حقوق الإنسان التي طالبت بمراجعة شاملة لظروف العمل وضمان حقوق العمال، مع توفير حماية أفضل وحياة أكثر أمانًا لهم.
في المقابل، دعت منظمات دولية إلى فتح تحقيق مستقل في ظروف العمل بمشروع نيوم، ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال، مع ضمان حقوق العاملين والحفاظ على سلامتهم.