المصدر الأول لاخبار اليمن

فضحية بريطانيا.. تعليق مفاوضات التجارة مع “إسرائيل” يتبخر بإعلان معاكس من “حيفا”

 

لندن / وكالة الصحافة اليمنية //

 

في خطوة تكشف التناقض الصارخ بين التصريحات السياسية والتحركات الفعلية، أرسلت الحكومة البريطانية مبعوثها التجاري إلى “إسرائيل” في زيارة رسمية لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وذلك بعد أيام فقط من إعلان تعليق المفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد جرائم الإبادة بحق المدنيين في قطاع غزة.

حيث زار المبعوث التجاري البريطاني، اللورد إيان أوستن، مدينة حيفا، معلنًا عبر حسابه في منصة “X”: “تحياتي من إسرائيل! أنا هنا للقاء رجال الأعمال والمسؤولين لتعزيز التجارة مع المملكة المتحدة”.

وصرّح خلال الزيارة أن الحكومة البريطانية “ستواصل تشجيع الشركات البريطانية على التصدير إلى إسرائيل، والشركات الإسرائيلية على الاستثمار في بريطانيا”، في تجاهل واضح للموقف السياسي المعلن بشأن وقف التفاهمات التجارية.

الزيارة أثارت تساؤلات واسعة حول مدى جدية بريطانيا في موقفها المعلن ضد جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، خاصة بعدما وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أفعال إسرائيل بـ”الفظيعة”، وأكد أمام البرلمان أن ما يحدث يمثل “مرحلة مظلمة جديدة” في الصراع.

وكانت لندن قد أعلنت الأسبوع الماضي تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع حكومة نتنياهو، ووصفتها بـ”المتطرفة”، كما حذّرت في بيان مشترك مع فرنسا وكندا من “اتخاذ إجراءات ملموسة” إذا لم تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع المحاصر.

لكن هذه التصريحات لم تُترجم إلى خطوات عملية حقيقية؛ فزيارة أوستن وموقفه العلني المرحّب بالتجارة مع إسرائيل، يعكسان استمرار التواطؤ الغربي والتطبيع الاقتصادي مع كيان الاحتلال الملطخ بدماء الفلسطينيين وتصعيد جرائم الإبادة الجماعية في غزة، في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من كارثة إنسانية خانقة.

الازدواجية في المواقف البريطانية تطرح علامات استفهام كبيرة حول مصداقية دعواتها لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وتكشف عن فجوة بين الخطاب الدبلوماسي والتحرك الفعلي الذي لا يزال يمنح غطاءً سياسياً واقتصادياً لـ “إسرائيل”.

قد يعجبك ايضا