المصدر الأول لاخبار اليمن

فعلها ترمب.. والأمر بات طوع يد إيران!؟

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

فعلها ترمب ونفذت طائراته قصفاً لمواقع نووية إيرانية بقنابل زنة ١٤ طن!

قال؛ جاء وقت السلام وفاخر بجيشه وأسلحته.

وهدد بالمزيد!

ماذا بعد؟

أمريكا صاحبة إسرائيل وقائدتها وممولتها وتؤمن سلاحها وذخائرها وإمدادها.

ما كان نتنياهو ليجرؤ لولا موافقة ترمبية بغض النظر عمَّن كلفه من لوبيات أمريكا المتصارعة، وبدون حساب لمصلحة مَن نفذ نتنياهو العدوان؟

إذن أمريكا كما قال السيد نصرالله في إطلالته الأولى لحرب الإسناد “أمريكا هي التي تقود الحرب”، وراهن على العراقيين لتصفية الوجود الأمريكي في العراق وسورية وقال؛ “إن خرجت مهزومة فتحرير فلسطين قد لا يحتاج لحرب”، ورسم بيديه صورة جاؤوا عامودياً ويعودون أفقياً.

الخلاصة هذه حرب أمريكا أو بعضها لا فرق؟ فالحرب هي الحرب وكلا اللوبيين في أمريكا يكسبان من سقوط إيران وخسارتها الحرب!؟

وقد يفعلها ثانية وثالثة ورابعة وإن خفض سقف الأهداف وقال ترمب؛ نريد الملف النووي الإيراني لا إسقاط النظام، ودعا إيران للاستسلام.

سبق لترمب أن تعرض في ولايته الأولى عندما أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية درة الطائرة المسيرة التجسسية الأمريكية، واعطى أمراً لضرب إيران سرعان ما سحبه بعد أن فشلت الوساطة الروسية، والتي كانت تعرض على إيران ضربة صورية لا تلحق كبير الأذية بإيران رفضتها حينها القيادة الإيرانية؟

هل قبلت إيران هذه المرة ضربة مسرحية تعفي ترمب من التورط الكامل، ولا تترك أثراً حاسماً في الحرب

ربما؟؟ ففي الحروب لا يمكن القطع باأي من الاحتمالات والخيارات.

إن كانت مسرحية فيكون ترمب تاجر ماهر فعل شيئا يسلحه في مواجهة أنصار نتنياهو في الإدارة، ليقول كفا هذا ما نستطيع ولا أقبل ولا يمكن لأمريكا ان تفعل أكثر؟ وتالياً لندع نتنياهو يقلع شوكه بيده فهذه حربه وحرب حلفائه في الحكومة الخفية لا شأن لأمريكا الترمبية بها؟. فيتمكن من الاستثمار بعجزهم ويكمل مهمته بتقليص نفوذهم في أمريكا وإدارتها ويتفرغ لمشروعه في جباية الأموال وتعزيز سيطرته وسعيه لاحتواء خطر انهيار أمريكا وتفجر أزماتها بتغيير بنيتها ونظامها وتأهيلها لزمن جديد.؟!

سبق أن فعل مثلها مع زيلنسكي ونتنياهو ومستشار الأمن القومي السابق بتفويضهم باليمن وعندما عجزوا أقصى المستشار وشذب الأمن القومي وطرد حلفاء نتنياهو…

كل التطورات ومستقبلها والحرب ومساراتها ونتائجها باتت بيد إيران ولقرارها

هونت من الأضرار وأكدَّت أن لا تسرب، وقالت إن اليورانيوم والمعدات الأساسية نُقلت وخزنت بأمان.

لم تبادر لضرب القواعد والمصالح الأمريكية أو الغربية لا هي ولا حلفائها وجميعهم قادرون والقواعد والمصالح مكشوفة.

ربما الطريقة الإيرانية بطيئة ولا تعمل بردات الفعل، علماً أنَّ التحضيرات واحتمالات العدوان كانت واضحة ومعلنة، وأعلنها “ستيف بانون” القائد الأبرز بحركة أمريكا أولاً، وصرَّح بها أمس. وأيضا لابد لإيران وحلفائها من أن يكونوا قد أُخبِروا أو خَبِروا بالضربة وحدودها.

الرد الإيراني يحسم اتجاهات الحرب ومساراتها، والمنطقي أنَّ إيران باتت في حالة لا تخسر شيئاً، إذا فعلَّت قدراتها وحولت الحرب لإرادتها وتوقيتها هي، وليس لنتنياهو أو ترمب فقد فعلوا كل ما يستطيعون؟

لإيران الحق أن تختار مسارح وساحات الحرب، وكيف ومتى ترد، والحرب ملتهبة وعاصفة. فلا مكان الآن لوقف النار أو البحث عن مخارج دبلوماسية. إلا إذا كانت إيران عاجزة وقررت الاستسلام وهذه الحالة لا مؤشرات عليها حتى اللحظة.

ردت إيران واستخدمت صاروخ “خيبر” لأول مرة على إسرائيل وضربت رشقة كبيرة وصلت غالبيتها، وكأن الطبقات العشر للقبة الحديدية تعطلَّت ولم تعد لها فاعلية تذكر، وهذا منطقي فاليوم هو العاشر من الحرب وبحسب الخبراء الذخائر تنفذ في اليوم الـ١٢

مازال الوقت متاح لمعرفة الرد الإيراني على أمريكا وحلفائها، وليس خطأً تأجيله إلى حين إتمام المهمة بإلحاق هزيمة تامة بإسرائيل.

فإن هزمت إسرائيل قد ترحل أمريكا وقواعدها، والأطلسي وقواعده، وينهار النظام العربي والإسلامي برمته.

إنَّ غداً لناظره قريب.

كاتب ومحلل سياسي لبناني.

قد يعجبك ايضا