المصدر الأول لاخبار اليمن

هل انتصرت إيران فعلًا على “إسرائيل”؟

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 بعد اثني عشر يومًا من العدوان الاسرائيلي والرد الإيراني انتهت المواجهة ووافقت “إسرائيل” على وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم ليدخل الاتفاق حيز التنفيذ  فعليًا ظهر اليوم الثلاثاء.

والسؤال الذي يُطرح  اليوم هو من الذي انتصر في هذه الحرب ؟  لابد قراءة هذه الحرب من بدايتها الى نهايتها لمعرفة نتائجها.

 

العدوان وقلب الطاولة

 

بينما الولايات المتحدة الأميركية تمارس الخداع والإيحاء بأن الضربة “الإسرائيلية” لإيران مستبعدة، باعتبار ما يجري من مفاوضات حول برنامجها النووي، أعلن جيش الاحتلال  في الـ 13 من يونيو الجاري بدء عملية أسماها “الأسد الصاعد” ضد إيران والتي بداءها باغتيال عدد من القيادات العسكرية الإيرانية واستهداف منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية، وعقب إعلان جيش الاحتلال “الاسرائيلي”  خرج رئيس وزرائه “بنيامين نتنياهو” ليعلن أن هذه العملية لن تنتهي حتى يتم تدمير برنامج إيران النووي وقدراتها الصاروخية، ومع تصريحات “نتنياهو” ونتيجة ما حققته “إسرائيل” في الضربة الأولى تعدى الحديث في الداخل الصهيوني عن تدمير النووي والقدرات الصاروخية الإيرانية إلى تغيير النظام.

استطاعت إيران امتصاص الضربة الأولى وقلبت المعادلة وأعلنت في اليوم التالي عملية “الوعد الصادق 3”  للرد على الاحتلال الإسرائيلي وبدأت بقصف عمق الاحتلال بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل لم يكن متوقعًا لـ “إسرائيل” التي تزلزلت مدنها ومستوطناتها وطال الدمار كل قواعدها ومناطقها الحساسة  نتيجة ذلك.

 

تغير الحسابات

 

منذ الأيام الاولى من للرد الايراني تغيرت الحسابات في “إسرائيل ” باعتبار أن الفرق شاسع بين ما يحققه جيش الاحتلال من إنجازات من جهة، والثمن الباهض الذي تدفعه “إسرائيل” من جهة أخرى، في ظل ظهور مؤشرات على انهيار وشيك للجبهة الداخلية الإسرائيلية، كنتيجة للنقص الكبير في مخزون الصواريخ الاعتراضية والآثار المدمرة لسقوط الصواريخ الإيرانية الدقيقة، حيث بات كيان الاحتلال يعيش وضعًا حرجًا أكده حجم الخسائر التي كشف عنها الإعلام العبري اليوم.

ووفق تقارير الإعلام العبري، فإن الحرب مع إيران تكبد “إسرائيل” قرابة خمسة مليارات دولار يوميًا، فيما يُقدَّر الإنفاق لتغطية احتياجات صندوق تعويضات الأضرار فقط بنحو خمسة مليارات شيكل (نحو 1.44 مليار دولار)، ويتوقع عجزًا حكوميًا يتجاوز ستة في المئة في العام الجاري، مقارنة بالسقف الذي حدّدته الحكومة البالغ 4.9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وذكر الاعلام العبري أن صناديق التعويضات “الإسرائيلية” تلقت 38,700 طلب تعويض منذ بدء الحرب مع إيران.. مشيرًا إلى تضرر مئات الوحدات السكنية والمباني، ناهيك عن الدمار الهائل في البنية التحتية وخسائر القطاع العسكري.

وفي ظل هذه الخسائر والتي هي أقل بكثير من الحقيقة باعتبار ما يفرضه كيان الاحتلال من رقابة وتعتيم على خسائره وعدم السماح إلا بما يسمح هو بنشره، كان لابد لـ “إسرائيل” أن تخرج من هذه الحرب.

 

هل حققت “إسرائيل” أهداف الحرب؟

 

رغم إعلان “نتنياهو” بأن الحرب على إيران حققت أهدافها إلا أن التقديرات في “إسرائيل” قدرت أن الهجمات على إيران أخرت إمكانية تطوير طهران لسلاح نووي لمدة سنتين أو ثلاث على الأقل، وهذا ما أكده وزير المالية في كيان الاحتلال جدعون ساعر في لقاء له مع صحيفة “بيلد” الألمانية.

ومع عجز الاحتلال عن تدمير قدرات إيران النووية كان من الصعب عليه أن ينهي هذه الحرب، كما كان من الصعب عليه إكمال هذه الحرب والصمود أمام الصواريخ الإيرانية؛ ولهذا كان لا بد من إيجاد مخرج يظهر أن “إسرائيل” انتصرت في هذه الحرب وحققت أهدافها، ومن أجل هذا جاءت الضربة الأميركية للمنشئات النووية الإيرانية التي كانت وفق محللين “استعراضية أكثر مما هي تدميرية”.

تؤكد المؤشرات أن قدرات إيران النووية لم تدمر كما يصرح “ترامب” و” نتنياهو” ، وما زالت إيران تمتلك القدرة على إعادة ترميم قدراتها النووية برغم ما لحق بها من أضرار، إضافة إلى أن “إسرائيل” وقفت عاجزة تمامًا عن التأثير في قدرات إيران الصاروخية، والدليل قدرة طهران الكبيرة جدًا على إطلاق الصواريخ حتى أخر لحظة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والضربة التي وجهتها إيران لقاعدة العديد الأميركية الموجودة في قطر ردًا على الاستهداف الأميركي لمنشآتها النووية.

 

هل انتصرت إيران؟

 

الحقيقة هي أن إيران لم تكن من بدأت هذه الحرب، وكانت منذ بدايتها تؤكد على أن وقف ردها مرهون بوقف العدوان الإسرائيلي عليها، وهو ما تحقق أخيرًا حيث فرضت طهران إرادتها وطلب كيان الاحتلال الاسرائيلي واشنطن بالتدخل لوقف إطلاق النار، دون أن يحقق أهداف عدوانه على إيران، وهذا يعد وفق الحسابات العسكرية انتصار لإيران، رغم ما خسرته من قادة عسكريين وما لحق بمنشئاتها النووية من أضرار.

 

قد يعجبك ايضا