المصدر الأول لاخبار اليمن

تقرير لصحيفة أمريكية يتحدث عن أضرار الحروب على أطفالنا

ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//

افتتح الكاتب ” أبهيناف آن” مقاله في صحيفة ” ديلي نورث وسترن” الأمريكية، عن فاجعة ما تسببه الحروب، وقال: لا تدمر الحرب الأمم فحسب؛ بل تُدمر أطفالنا أيضًا، إنها تُمزق الحدود والأجساد على حد سواء، مُحطمةً المباني وهويات من وقعوا في طريقها.

وذكر الكاتب أبرز الحروب على الساحة العالمية حاليًا حيث قال: من غزة إلى أوكرانيا، ومن اليمن إلى السودان، والآن مع تصاعد التوترات بين إيران و”إسرائيل”، يجد الأطفال أنفسهم عالقين في مرمى نيران قرارات لم يتخذوها قط، ستبقى حياتهم إلى الأبد عالقة في عنف لا يطلب موافقتهم ولا مسامحتهم.

وهنا في شيكاغو، يحمل العديد من هؤلاء الأطفال تلك الجروح الخفية إلى عتبات بيوتنا.

واستدل الكاتب بتقرير لليونسيف حول ضحايا أطفال فلسطين، منوهًا بمقتل أو جرح أكثر من 50,000 طفل في غزة منذ أكتوبر2023، بما في ذلك زيادة حادة في عدد القتلى والجرحى في أعقاب انهيار وقف إطلاق النار الأخير.

وتابع: في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، يوجد أكثر من 30 مليون طفل خارج المدرسة حاليًا، وهو تراجع مُذهل لسنوات من التقدم في توسيع نطاق الوصول إلى التعليم، الذي تراجع الآن بسبب الصراع والنزوح في دول مثل السودان وسوريا وفلسطين.

هذه الأرقام، المُرعبة في حد ذاتها، تُصبح أكثر تدميرًا عندما نُفكّر في معناها: جيل قد لا يعرف أبدًا شعور الأمان، أو حرية اللعب، أو متعة المدرسة، ورغم أن هذه الأرقام صادمة، إلا أنها ليست استثناءً، إنها جزء من نمط عالمي لا يقتصر فيه الأطفال على ضحايا الحرب فحسب، بل يُصبحون أهدافًا مُتعمّدة.

وأوضح الكاتب أن الحرب لا تنتهي بتوقف سقوط القنابل، فآثارها الارتدادية تمتد عبر الزمن، عبر الأجساد، عبر الطفولة بأكملها.

حذّرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من أن الأطفال المعرضين للصراعات المسلحة يواجهون مشاكل صحية مدى الحياة، بدءًا من ضعف النمو الإدراكي وصولًا إلى أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة. ويؤكد علم الدماغ أن التعرض المزمن للعنف يُغرق دماغ الطفل بالكورتيزول والأدرينالين، مما يُضعف النمو العصبي، ويُضعف الذاكرة، ويُعيق التنظيم العاطفي بشكل أكثر تدميرًا من أي جرح ناتج عن رصاصة – وهو ضرر يدوم لعقود. تكشف الأبحاث الطولية في 12 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل أن عامًا واحدًا من الصراع القريب يُقلل من فرصة نمو طفل ما قبل المدرسة بشكل صحيح بنسبة 5.9%، وأن خمس سنوات من التعرض تُضاعف هذا التأثير.

وأشار الكاتب إلى أن الحروب لا تقتل فحسب ، بل تُعيق النمو تُفرغ الطفولة من محتواها، تُستبدل أقلام التلوين بالعكازات، لن تُقاس التكلفة الحقيقية للحرب بالأراضي المُكتسبة أو المفقودة، بل بالأرواح المُشوّهة، والإمكانات المُندثرة، والأجيال التي حُكم عليها بإعادة البناء على الرماد.

عندما نتحدث عن الحرب، يجب أن نتحدث عن الأطفال، ليس كأفكارٍ عابرة، بل كسببٍ لإنهاء الأمر.

ولفت الكاتب، إلى أنه لا يمكننا إصلاح كل حرب، لكن يمكننا اختيار أن نجعل الإنسانية محور استجابتنا، يمكننا تضخيم أصوات الشباب الذين يعيشون في ظروف لا يمكن تصورها، يمكننا دعم المنظمات التي تقدم الرعاية على أرض الواقع، والمطالبة بالأفضل من القادة الذين يدّعون تمثيل قيمنا.

قد يعجبك ايضا