متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
وجه البرلماني الإيطالي أنجيلو بونيلي اتهامًا صريحًا للحكومة الإيطالية وعدة حكومات غربية بـالتواطؤ في ما وصفه بـ”جرائم الحرب والإبادة الجماعية” التي ترتكبها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال كلمته أمام المؤتمر العالمي التضامني مع فلسطين في لندن يوم السبت، حيث شدد بونيلي على أن الأحداث في غزة والضفة الغربية “تضعنا أمام اختبار أخلاقي وإنساني لا يمكن التهرب منه”.
وندد بونيلي بـ”الازدواجية الفاضحة في المعايير” التي يتبناها الغرب، مشيرًا إلى العقوبات التي فرضت على روسيا لانتهاكها القانون الدولي، بينما “يصمت الغرب، بل ويهاجم من يتضامن مع الضحايا” عندما يتعلق الأمر بـ”المجازر بحق المدنيين في فلسطين”.
وكشف بونيلي أن الحكومة الإيطالية رفضت مرارًا مقترحات تقدمت بها المعارضة في البرلمان لإلغاء الاتفاقيات العسكرية مع “إسرائيل” والاعتراف بدولة فلسطين. واستنكر مزاعم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بأن الاتفاق العسكري وسيلة للحوار، متسائلاً: “كيف يكون تصدير السلاح وسيلة للحوار؟”.
وفي إدانة خطيرة، أفصح بونيلي عن نتائج تحقيق مستقل في إيطاليا أظهر أن الحكومة الإيطالية صدّرت لـ”إسرائيل” ستة أطنان من نترات الأمونيوم، وهي مادة أساسية في صناعة المتفجرات، وذلك بين نوفمبر 2023 ومارس 2025.
روى بونيلي خلال كلمته موقفًا مؤثرًا من زيارته لمستشفى فلسطيني في القاهرة، حيث التقى بطفل من غزة فقد ساقه جراء القصف الإسرائيلي، وبصوت مفعم بالأسى، قال بونيلي: “عندما دخلت الغرفة، كانت الأم تحتضن طفلها البالغ من العمر أربع سنوات، والطفل يصرخ: “أمي، أين ساقي؟ أريد ساقي”. لن أنسى دموع تلك الأم أبدًا، شعرت حينها بأنني إنسان صغير جدًا، عاجز أمام هذه الكارثة الإنسانية”.
كما تطرق البرلماني الإيطالي إلى زيارته للضفة الغربية قبل ثلاثة أشهر، حيث شهد “عمليات الاستيطان العنيف وهدم منازل الفلسطينيين”، معتبرًا أن “الهدف الإسرائيلي هو ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم وفرض تسوية دائمة تقوم على طردهم من الضفة وغزة”.
وحذر بونيلي من أن العالم “يعيش لحظة تاريخية خطيرة تهدد مصداقية المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية”، مشيرًا إلى أن تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي “أُدين فقط لأنها قالت الحقيقة عن الإبادة”، واختتم تحذيره بالقول: “العالم يُعاد تشكيله الآن على أساس القوة العسكرية، وهذا الجنون سيجلب الحروب والفقر”.