انطلقت خلال الأيام الماضية على منصّات التواصل الاجتماعي حملة واسعة تحت شعار “معاً لإنقاذ الأجيال القادمة” تستهدف ما يُعرف إعلامياً بـ شلة دبي، وهم مجموعة من أبرز المؤثرين وصانعي المحتوى العرب المقيمين في دبي.
وجاءت هذه الحملة في إطار دعوة جماهيرية إلى إلغاء متابعتهم على مختلف المنصات، باعتبار أن ما يقدمونه يكرّس أنماطاً استهلاكية وسطحية ويشوّه وعي المراهقين والشباب.
ورأى المشاركون في الحملة أن هؤلاء المشاهير يقدّمون محتوى يفتقر إلى الواقعية، قائم على الاستعراض المبالغ فيه للثروة والرفاهية من خلال السفرات والهدايا الفخمة والتسويق المفرط للماركات العالمية، ما يزرع الإحباط لدى المتابعين الصغار ويعمّق شعورهم بعدم الرضا عن واقعهم. كما شبّه البعض هذا المحتوى بـالتسويق للتفاهة وتدمير الأجيال.
الحملة لم تتوقف عند البُعد الاجتماعي فحسب، بل اكتسبت بُعداً سياسياً وأخلاقياً بعد أن ربط كثير من الناشطين بين مقاطعة «شلة دبي» وملف التضامن مع فلسطين، إذ اعتبروا أن صمت هؤلاء المشاهير عن الحرب في غزة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، وعدم استخدامهم منصاتهم الضخمة للدفاع عن القضايا الإنسانية، يكشف انفصالهم عن هموم الناس وتغليبهم المصلحة المادية على أي التزام أخلاقي.
وانتشرت وسوم مثل: “تضامناً مع فلسطين وأنقذوا ما تبقى من غزة”، لتجعل من الحملة صرخة جماهيرية ضد الصمت والتواطؤ.
وتداول ناشطون قوائم بأسماء وحسابات أبرز المؤثرين العرب المقيمين في دبي، من بينهم: أنس مروة وأصالة، نارين عمارة المعروفة بـنارين بيوتي، شقيقتها شيرين بيوتي وزوجها أسامة مروة، سارة الورع وزوجها غيث مروان، نور ستارز، سيامند وشهد، بيسان إسماعيل وغيرهم، مطالبين المتابعين بالبحث عن أسمائهم عبر غوغل أو ويكيبيديا لإلغاء متابعتهم بسهولة.
ويرى القائمون على الحملة أن إلغاء المتابعة لم يعد مجرد فعل فردي للهروب من محتوى مزعج، بل أصبح شكلاً من أشكال الاحتجاج الرقمي ورسالة ضغط جماعية على المؤثرين ليعيدوا النظر في طبيعة ما يقدمونه، وليتذكروا أن الشهرة والانتشار جاءا من الجمهور الذي منحهم الدعم.