المصدر الأول لاخبار اليمن

محافظ عدن: ثورة 21 سبتمبر، إرادة شعب تتصدى للهيمنة وتدحر الأطماع الخارجية!

عدن | وكالة الصحافة اليمنية

 

أكد محافظ محافظة عدن في حكومة صنعاء، طارق مصطفى سلام، أن ثورة 21 سبتمبر بزغت، في لحظة فارقة من تاريخ اليمن الحديث، كفجر جديد يحمل في طياته آمال شعب عانى طويلاً من التدخلات الخارجية والأطماع الدولية، لم تكن هذه الثورة مجرد تغيير سياسي داخلي، بل كانت انعكاسا لإرادة وطنية صلبة رفضت أن يظل اليمن ساحة للمؤامرات ومطمعًا للقوى الطامعة في ثرواته وموقعه الاستراتيجي.

وأكد في تصريح لـ “وكالة الصحافة اليمنية” أن ثورة 21 سبتمبر جاءت في سياق إقليمي ودولي معقد، حيث كانت اليمن تعيش تحت وطأة نفوذ خارجي متعدد الأوجه، يهدف إلى إضعاف الدولة وتمزيق نسيجها الاجتماعي، خدمةً لأجندات لا تلتقي مع مصالح الشعب اليمني، حيث كانت البلاد غارقة في أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية متلاحقة، فاقمتها سياسات التبعية التي أرستها قوى الهيمنة، محاولةً تحويل اليمن إلى دويلة ضعيفة يسهل التحكم بها.

وأضاف “في هذا الجو الملبد، انتفض الشعب اليمني، مستلهمًا من تاريخه العريق في مقاومة الغزاة والأطماع، ليعلن رفضه القاطع للوصاية الخارجية، لم تكن ثورة 21 سبتمبر عملًا عشوائيا، بل كانت تتويجا لنضال طويل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، لقد أدرك قيادة الثورة ممثلة بالسيد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله وجماهيرها الواسعة أن السبيل الوحيد للحفاظ على سيادة اليمن ووحدته هو التحرر من قبضة النفوذ الأجنبي الذي كان يمثل عقبة كأداء أمام أي تقدم أو تنمية حقيقية”.

واسترسل “لقد لعبت ثورة 21 من سبتمبر المجيدة دورًا محوريًا في التصدي للهيمنة الخارجية بشتى صورها، فمن خلال تعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصف الوطني، تمكنت الثورة من إفشال المخططات التي كانت تهدف إلى شق الصف وتمزيق الوحدة الوطنية، كما عملت على بناء جيش وطني قوي ومؤسسات دولة قادرة على حماية سيادة البلاد ومواردها، بعيدا عن أي تبعية أو ولاءات خارجية، لقد أدركت الشعب اليمني المجاهد أن القوة الذاتية هي الدرع الحصين في مواجهة الأطماع الدولية”.

ونوه بإن دحر الأطماع الدولية لم يكن مهمة سهلة، فقد واجهت الثورة تحديات جسام، تمثلت في تحالفات إقليمية ودولية حاولت بكل قوتها إجهاض هذا المشروع الوطني التحرري. لكن إصرار الشعب اليمني وصموده الأسطوري، ووعيه العميق بحجم المؤامرة، كانا كفيلين بتحطيم كل تلك المخططات. لقد أثبتت ثورة 21 سبتمبر أن إرادة الشعب أقوى من كل أساطيل الغزاة ومؤامرات المتآمرين.

وأكد “ولعل المتابع الكريم ان يضع نصب عينيه حجم الفرق الشاسع بين الأوضاع في المحافظات المحررة والمناطق الخاضعة لسلطة تحالف العدوان وادواته في عدن ويرى الفارق الجوهري بين مشروع وطني مستقل وأجندات خارجية تخدم مصالح لا تمت لليمن بصلة ،ففي صنعاء والمحافظات المحررة، ورغم تحديات العدوان والحصار، تشهد الأوضاع مساعي حثيثة وجهود جبارة للحفاظ على تماسك الدولة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مع التركيز على تعزيز الصمود وتنمية القدرات الذاتية ويتجلى ذلك الموقف الوطني من سعي واضح لإدارة شؤون البلاد بإرادة وطنية خالصة، وتوجيه الموارد المتاحة نحو خدمة الشعب”.

ولفت إلى أنه “على النقيض تماما، تظهر المحافظات “المحتلة” تحت سلطة “المرتزقة” التابعة لتحالف العدوان صورة أخرى، حيث تعاني من تدهور مستمر في الخدمات الأساسية، وتفشي الفوضى، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. تتجلى هذه الأوضاع في غياب دولة مركزية قوية، وتعدد الولاءات والتبعية للقوى الخارجية التي تتصارع على النفوذ والثروات، مما يحول دون أي استقرار أو تنمية حقيقية، الأمر الذي يعري حقيقة هذا التحالف ويكشف حقيقة أهدافه يفضح مدى افتقار المرتزقة لأي إرادة سياسية مستقلة بعد ان تحولت سلطتهم إلى مجرد أداة رخيصة في أيدي دول العدوان، التي تتعامل معها وفق مصالحها وأهوائها، دون أي اعتبار لمصالح الشعب اليمني أو سيادته”.

واختتم تصريحه بالتأكيد “اليوم، وبعد سنوات من انطلاقها، ما زالت ثورة 21 سبتمبر تمثل منارة للإلهام لكل الشعوب التواقة للتحرر والاستقلال، إن احتفالات الشعب اليمني اليوم بذكرى ثورته المباركة تذكير بأن السيادة ليست مجرد شعار، بل هي ثمرة نضال وتضحيات، وأن اليمن بشعبه الأبي لن يقبل أبدا أن يكون تابعا أو مرتعا لأطماع الآخرين، لقد أكدت الثورة أن اليمن اليوم أقوى وأكثر حصانة في مواجهة أي محاولة لفرض الوصاية أو المساس بكرامته وسيادته”.

 

قد يعجبك ايضا