المصدر الأول لاخبار اليمن

اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في غزة .. لماذا يمثل انتصارا للمقاومة؟

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

بعد عامين من الصمود الأسطوري في وجه حرب الإبادة الجماعية التي شنتها “إسرائيل” على قطاع غزة، لم تنجح “إسرائيل” في القضاء على حركة “حماس”، ولم تستطع تحرير أسراها بالقوة العسكرية، كما عجزت عن تهجير الشعب الفلسطيني أو فرض سيطرتها على القطاع ، وتبدلت خطة التهجير التي روّج لها “ترمب” القديم إلى مقاربة أكثر واقعية فرضتها حقائق الميدان التي أنتجها صمود المقاومة وشعب غزة .

في المقابل، أبدت حركة حماس مرونة سياسية محسوبة بعد مشاورات معمّقة مع فصائل المقاومة، ما مهّد للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة سيدخل حيز التنفيذ خلال الساعات المقبلة ، والسؤال الذي يُطرح : هل انتصرت المقاومة الفلسطينية في غزة ؟

الإجابة أجاب عليها الجنرال “الإسرائيلي” المتقاعد يتسحاق بريك الذي  لخّص الحقيقة الميدانية، وقالها بطريقة غير مباشرة: إن الاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار في غزة يشكّل انتصارًا للمقاومة الفلسطينية .

ففي مقاله بصحيفة معاريف العبرية، تعليقًا على ردّ حركة “حماس” على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة، أشار بريك إلى أن موقف الحركة كان “لا” للخطة بصيغتها الحالية، لكن “نعم” للتفاوض، ما يعكس ثقتها بقدرتها على فرض شروطها .

وانتقد بريك بشدة “نتنياهو” متهمًا إياه بـ”تضليل الرأي العام” بتصريحاته حول الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار في غزة كما ضللهم من قبل حيث ادعى انه يغير وجه “الشرق الأوسط”، بينما الواقع أن “الشرق الأوسط” والعالم يتغيران ضد “إسرائيل” .

وأوضح أن “إسرائيل” تقاتل منذ عامين من دون تحقيق أي هدف من أهداف الحرب، متكبّدة خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش، ومقتل عدد من الرهائن داخل الأنفاق

وأضاف أن “حماس” تتعامل مع التهديدات الإسرائيلية باستهانة وثقة، وفق المثل القائل “الكلاب تنبح والقافلة تسير”، رافضةً كل الشروط الأساسية في خطة ترامب، بما فيها نزع السلاح، ووجود قوة دولية في غزة، وتسليم الرهائن إلا في إطار صفقة تبادل.

بهذا المنطق — وإن لم يقلها صراحة — فإن بريك يعترف بأن المقاومة بان “إسرائيل” فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة للحرب ، وهو ما مثل نصر للمقاومة في غزة .

 

اتفاق يلبي طموحات المقاومة

في الـ 9 من أكتوبر 2025  أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تنفيذ عملية تبادل الأسرى بين “إسرائيل” وفصائل المقاومة .

 

 

الدلائل على انتصار المقاومة

أحد أهم شروط حركة حماس في المفاوضات كان انسحاب القوات “الإسرائيلية” من القطاع، وهو ما تم الاتفاق عليه ضمن البنود النهائية ، هذا الانسحاب ليس مجرد إجراء عسكري، بل اعتراف عملي بفشل الأهداف “الإسرائيلية” في “كسر” المقاومة أو السيطرة على القطاع .

الاتفاق تضمّن آلية لتبادل الأسرى، وهو مطلب مركزي لحماس منذ الأيام الأولى للمعركة ، وبذلك استطاعت المقاومة أن تُثبت أنها الطرف الذي يمتلك أوراق القوة التفاوضية، بعدما فشل الاحتلال في تحرير أسراه بالقوة رغم العمليات المكثفة .

إصرار المقاومة على أن تمر المساعدات الإنسانية عبر رفح وليس عبر الاحتلال يعكس حرصها على السيادة الفلسطينية، ويُعدّ انتصاراً سياسياً وإنسانياً في الوقت ذاته ، هذا الشرط فرضته المقاومة كضمانة لكرامة الشعب الفلسطيني واستقلالية القرار الإنساني بعيداً عن التحكم “الإسرائيلي” .

 

فشل نزع سلاح المقاومة

رغم كل التهديدات والعمليات العسكرية، لم تستطع “إسرائيل” نزع سلاح المقاومة أو القضاء عليها ، بل استمرت رشقات الصواريخ حتى آخر أسبوع، وأجبر الاحتلال  على التفاوض معها .

إفشال مشروع التهجير الجماعي

طوال الحرب، حاول الاحتلال تطبيق خطة لتهجير سكان غزة لكنها فشلت أمام إصرار الشعب الفلسطيني وصمود المقاومة.، وبذلك سقط رهان “إسرائيل” على إفراغ غزة ، وأُثبت أن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من الحصار والدمار.

يشار الى أن “إسرائيل “في الـ 18 من مارس 2025 استأنفت عدوانها على قطاع غزة، والذي اتسع ليشمل جميع أنحاء القطاع، منتهكة اتفاق الهدنة الموقّع في 19  يناير، والذي يتضمن 3 مراحل، والذي كان يقضي عند استئناف العدوان بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه .

قد يعجبك ايضا