في تطور خطير يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة ، تحاول سلطات الاحتلال الاسرائيلي الالتفاف على إلتزامها بإدخال المساعدات الى قطاع غزة عبر إتخاذ إجراءات تقيد من تدفق المساعدات الحيوية إلى قطاع غزة، وإختلاق الحجج لذلك ، وأخرها ربط فتح معبر رفح بعودة جثامين الاسرى الصهاينة ، حيث أعلنت سلطات الاحتلال اليوم قرارًا بعدم فتح معبر رفح ، تنفيذًا لتوصية من مؤسستها الأمنية بعدم السماح بمرور المساعدات ، إلى حين تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس .
يأتي هذا الموقف “الإسرائيلي” رغم إعلان الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، أن بعثة المراقبة التابعة له ستستأنف مهامها في معبر رفح، بما يسمح ببدء حركة الدخول والخروج من القطاع المحاصر وإليه، في إطار اتفاق المرحلة الأولى من خطة ترمب .
ووفق بيان لهيئة البث ” الاسرائيلية ” لم يُسجَّل حتى الآن أي تنسيق رسمي مع الصليب الأحمر لتسليم جثامين أسرى “إسرائيليين” جدد، حيث كانت سلطات الاحتلال قد تسلمت مساء أمس الاثنين جثامين 4 منهم مؤكدة هوياتهم المعلنة.
في المقابل سلمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، وعبر الصليب الأحمر جثامين 45 شهيدًا فلسطينيًّا محتجزًا لديها. ونقلت الجثامين إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس للتحقق من هوياتها قبل إتمام مراسم الدفن .
وتضغط سلطات الاحتلال لتسريع استلام جثامين 24 أسيراً “إسرائيلياً ” قتلهم جيش الاحتلال في غزة، في وقت يقرّ مسؤولون ومحللون “إسرائيليون” بأن العثور على جميع الجثث سيستغرق وقتًا طويلًا، بالنظر إلى حجم الدمار الذي خلّفته آلة الحرب “الإسرائيلية” في القطاع، وهو ما دفع إلى الاتفاق على إنشاء آلية دولية لتنسيق عمليات البحث عن الجثامين .
تحد كبير
اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت اليوم الثلاثاء، إنّ تسليم رفات الاسرى ” الإسرائيليين “الذين قتلتهم “إسرائيل” في حربها على غزة سيستغرق وقتاً، ووصفت الأمر بأنه “تحدٍّ هائل”، بالنظر إلى صعوبة العثور على الجثث وسط أنقاض غزة .
وذكر كريستيان كاردون؛ المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ان هذا تحدٍ أكبر من حتى إطلاق سراح الأحياء .. مضيفاً أن الأمر ربما يستغرق أياماً أو أسابيع، وأن هناك احتمالاً بألّا يُعثَر عليهم أبداً .
وبالنظر الى هذه التصريحات سيتضح أن “إسرائيل” مع معرفتها بصعوبة الوصول الى جثامين الأسرى الصهاينة ، تريد إتخاذ هذه الحجة ذريعة لإبقاء معبر رفح مغلقاً ، وإستمرار معاناة سكان غزة .