السيد عبدالملك الحوثي: استمرار جبهات الإسناد حتى تحرير القدس وزوال الكيان الصهيوني

ألقى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة متلفزة تناول فيها مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطورات الإقليمية، معرّجًا على استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة في قوات صنعاء، اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، الذي وصفه بأنه “أحد رموز العطاء والتضحية في سبيل الله وفلسطين”.

عنوان للعطاء والتضحية

وقال السيد الحوثي إن اللواء الغماري قدّم حياته في مسار الواجب الجهادي والإيماني، معتبرًا أن استشهاده يمثل خسارة كبيرة للوطن، لكنه في الوقت ذاته عنوان للفخر والاعتزاز ومسار تتوارثه الأجيال.

وأكد أن المنهجية الإيمانية والجهادية التي التزم بها الغماري ورفاقه “لن تتوقف باستشهاد أحدهم، بل تمضي بها الأجيال جيلاً بعد جيل”.

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في غزة

وفي الشأن الفلسطيني، استعرض السيد الحوثي مسيرة النضال للشهيد يحيى السنوار ودوره النضالي في تحرير الأسرى من سجون الاحتلال وكذا التخطيط لمعركة طوفان الأقصى.

وصف السيد الحوثي العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عامين على قطاع غزة بأنه الأكثر دموية ووحشية في هذا العصر، مشيرًا إلى أن ما يجري يتجاوز حدود الحرب العسكرية إلى حرب تجويع وإبادة ممنهجة تستهدف الإنسان الفلسطيني بكل تفاصيل حياته.

كما انتقد التنكيل بالأسرى والجثامين وتقليص المساعدات الإنسانية، واعتبر أن بعض الممارسات تشكل انتهاكات واضحة لحقوق الأسرى والمدنيين.

وانتقد السيد الحوثي ما اعتبره تواطؤًا دوليًا وصمتًا عربيًا، مؤكدًا أن العدو الصهيوني في حالة عدوان دائم منذ نشأة كيانه وحتى اليوم.

جبهات الإسناد

وأشار الخطاب إلى دور إيران وحزب الله وجبهات العراق كعناصر إسنادية، مبرزاً التضحيات الكبيرة التي قدمتها إيران وحزب الله من خلال استشهاد أبرز القادة مؤكداً أن الاحتلال وعلى الرغم من الدعم الأمريكي والغربي الكبير فشل بشكل كبير في القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله وفشل فشلاً ذريعاً في حرب الـ 12 يوماً أمام إيران.

استمرار الموقف اليمني في دعم غزة

وأكد السيد الحوثي أن اليمن سيواصل أداء دوره في جبهات الإسناد متوعداً العدو الإسرائيلي بالاستمرار في قصفه إذا عاد للعدوان على غزة ونقض الاتفاق، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ينطلق من الواجب الديني والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن العمليات البحرية والصاروخية التي نفذتها القوات اليمنية في البحر الأحمر جاءت في إطار هذا الالتزام الإيماني والأخلاقي، مؤكداً أن التصعيد الصهيوني لن يمرّ من دون ردٍّ مناسب.

وخصّص السيد الحوثي في خطابه مساحة واسعة لعرض مقومات الإسناد اليمني:

نشاط شعبي واسع وعلى نطاق مؤسساتي (مظاهرات وفعاليات ومبادرات طلابية وجامعية).

تحرك قبلي ومساهمات مادية وبشرية من بعض الأقطاب المحلية.

عمليات بحرية وصاروخية ومسيرات شكلت عامل ضغط على الأعداء وأسهمت في تحويل التحديات إلى فرص.

كما أكد الخطاب على أهمية العمل الإعلامي بوصفه جبهة مساوية في التأثير، ودعا الإعلاميين المؤيدين إلى تطوير الأداء لمجابهة ماكينة الإعلام المعادية.

تحذيرات من اتساع رقعة الصراع الإقليمي

وحذّر الحوثي من أن استمرار الجرائم الاحتلال الإسرائيلي قد يدفع المنطقة إلى مواجهات أوسع، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد لوقف العدوان ودعم المقاومة.

وشدد على أن “المعركة مع العدو الصهيوني ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة الأمة كلها”.

تأكيد على الثبات واستمرار العهد

وختم السيد الحوثي خطابه بالتأكيد على الوفاء لدماء الشهداء العظماء، داعيًا اليمنيين إلى مواصلة الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي، قائلاً: “نستمد العزم من الله، ونستلهم التضحية من رسول الله ومن دماء الشهداء الأبرار حتى يتحقق وعد الله بالنصر”.

وجاء خطاب السيد عبدالملك الحوثي، متزامناً مع ذكرى استشهاد القيادي في حركة حماس الشهيد يحيى السنوار، وبعد ساعة من إعلان قوات صنعاء استشهاد اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة، أثناء أدائه مهامه العسكرية، وهو من أبرز القيادات التي تولت إدارة العمليات خلال الحرب على اليمن ومهام الإسناد للقضية الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة عام 2023.