أكثر من ثلاثة عقودٍ قضاها الشيخ رزق الرجوب، البالغ من العمر 65 عامًا، من بلدة دورا في الخليل، خلف جدران سجون الاحتلال الإسرائيلي، متنقلاً بين الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، في رحلة مأساوية تكشف حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى القدامى.
ذاكرة تتلاشى وجسد ينهار
وفق نادي الأسير الفلسطيني، آخر زيارة لمحاميه كشفت مأساة جديدة: الشيخ لم يعد يتذكر محاميه، وظهر وجهه متغيرًا بفعل سنوات العزل الطويلة والمرض المستمر.
يقول المحامي: “كأن السجن سرق جزءًا من كيانه الإنساني، وفقدت ذاكرته جزءًا كبيرًا تحت وطأة العزلة والوجع”.
اعتقال إداري مستمر بلا نهاية
الرجوب قضى 28 شهرًا في الاعتقال الإداري، انتهت بتمديد جديد بدل الإفراج عنه، في مشهد يعكس استمرار سياسة الاحتلال في إطالة معاناة الأسرى بلا سقف زمني محدد.
يقول مكتب إعلام الأسرى: “كل تمديد هو كسر جديد في القلب”.
حرمان من العلاج والرعاية الطبية
يعاني الشيخ الرجوب من مرض البهاق، ومشاكل في المعدة، وتداعيات عملية المرارة، فيما جسده الهزيل يكافح البرد والرطوبة في زنازين سجن “ريمون”، بينما تتعمد إدارة السجون حرمانه من العلاج والرعاية الطبية اللازمة، ما يزيد معاناته اليومية.
العائلة كلها أسيرة
الاحتلال لم يكتفِ بالاعتداء على الشيخ، بل اعتقل أيضًا ابنيه أحمد (35 عامًا) ومحمد (19 عامًا) إداريًا، لتصبح العائلة كلها أسيرة بين جدران السجون، في سياسة عقاب جماعي تضاعف المعاناة النفسية والمادية للعائلات الفلسطينية.
انتهاكات حقوقية وقانونية
حالة الشيخ الرجوب تجسد انتهاك الاحتلال للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الأسرى، بما في ذلك الاعتقال الإداري دون محاكمة، والعزل الانفرادي الذي يؤثر على الصحة النفسية والجسدية.
ويعتبر حقوقيون أن استمرار هذه السياسة يشكّل تهديدًا مباشرًا على حياة الأسرى، خصوصًا كبار السن منهم.
صرخة الأسرة
تقول زوجته: “كل تمديد هو كسر جديد في القلب، لا سقف للظلم ولا نهاية للعزل.”
كلماتها تلخص صرخة آلاف العائلات الفلسطينية التي تعيش حالة من القلق المستمر على أحبائها داخل سجون الاحتلال.
خلفية تاريخية
بدأت رحلة اعتقال الشيخ الرجوب منذ أكثر من ثلاثة عقود، وخلال هذه السنوات، تعرض للاعتقال الإداري المتكرر والعزل الانفرادي، مما جعله رمزًا لمعاناة الأسرى القدامى الذين قضوا سنوات طويلة تحت ظروف قاسية، من إهمال طبي وعزلة نفسية، وضغط مستمر.
تحذير حقوقي
المنظمات الحقوقية تحذر من أن استمرار سياسة العزل الإداري والحرمان من العلاج يشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، وأن حياة الشيخ مهددة بسبب الإهمال المتعمد للاحتلال.
الشيخ رزق الرجوب يمثل نموذجًا لما يعيشه آلاف الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، حيث تتشابك المعاناة الإنسانية مع الانتهاكات القانونية والسياسية، في ظل استمرار سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، دون أي اعتبار لصحة الأسرى أو حقوقهم الأساسية.