المصدر الأول لاخبار اليمن

سخرية من القمع .. تصفيق للنكات الإباحية وسجنٌ للمفكرين في السعودية

متابعات | وكالة الصحافة اليمنية

 

أثارت مشاركة الأمريكي “لويس سي كاي” في عرضٍ مباشر بالعاصمة السعودية جدلاً واسعاً، بعدما تطرّق في فقرته إلى نكات ذات مواضيع إباحية، في وقتٍ لا تزال فيه التغريدة السياسية أو النقد الاجتماعي تودي بصاحبها إلى السجن.

ويُنظر إلى العرض، الذي أُقيم في إطار “موسم الرياض”، باعتباره تجسيداً لوجه جديد من سياسة “الترفيه المنفتح” التي تروّج لها السلطات السعودية ضمن برنامج “رؤية 2030،  الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، غير أن هذا “الانفتاح” أثار موجة انتقادات من ناشطين وكتّاب عرب وغربيين، رأوا فيه تحرّراً ثقافياً سطحياً يقابله قمع سياسي عميق.

تتسع المسارح وتُضاء الأضواء في الرياض، ويتحدث مراقبون عن مفارقة صارخة: فالمملكة التي تفتح أبوابها أمام كوميديين أجانب يسخرون من الدين والجنس، تغلقها أمام كتّاب وصحفيين أدلوا بآرائهم عبر تغريدات أو مقالات انتقادية.

ويقول منتقدون إن هذا المشهد يلخّص التحوّل من الصمت إلى الضحك الموجّه، إذ أصبحت الحرية في المملكة تُقاس بنوع النكتة لا بحرية الكلمة.

ففي ظل التحولات الاجتماعية السريعة التي تشهدها السعودية، تحوّلت البلاد من التحفظ الشديد إلى سياسة الانفتاح الانتقائي، حيث يُسمح بالكوميديا التي تثير الجدل الأخلاقي، بينما يُحظر تماماً أيّ تلميح سياسي أو نقد للأسرة الحاكمة، حتى اسم الصحفي الراحل جمال خاشقجي، الذي قُتل في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، بات محظوراً على الألسن والمنصات، في المقابل، تمتلئ المسارح بالعروض الساخرة من الجنس والزواج والأعراف التقليدية.

يرى محللون أن ما يحدث في الرياض اليوم يُظهر كيف أصبحت الضحكة نفسها أداة سلطة، تُدار وتُوجَّه وفق خطوط حمراء واضحة.

فالترفيه مسموح، ما دام لا يقترب من السياسة. أما السخرية من القضايا الاجتماعية أو من رموز الحكم، فتبقى منطقة محرّمة.

 

قد يعجبك ايضا