المصدر الأول لاخبار اليمن

على وقع إنذار صنعاء الأخير.. لندن تُفعّل وساطة مسقط لإنقاذ الرياض من صراع مفتوح

سياسية | وكالة الصحافة اليمنية

 

في وقتٍ بلغ فيه التوتر السياسي والعسكري ذروته بين صنعاء والرياض، تحركت بريطانيا، لإعادة تفعيل الوساطة العُمانية، وسط مؤشرات متزايدة على أن صبر صنعاء أوشك على النفاد وأن أي تأخير سعودي في تنفيذ استحقاقات السلام قد يعيد الصراع إلى نقطة الاشتعال.

وفي المستجدات، وصلت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف إلى مسقط قادمة من الرياض، والتقت وكيل وزارة الخارجية العُمانية خليفة الحارثي، مؤكدة بحث “تحريك ملف المفاوضات في اليمن”.

وأكدت السفيرة شريف، في تغريده على صفحتها بمنصة (إكس) اليوم الثلاثاء، دعم بلادها للجهود العُمانية الرامية لخفض التصعيد، في تحرك اعتبره مراقبون محاولة بريطانية “لإطفاء فتيل الحرب قبل انفجارها”، خاصة وأن لندن تمسك بملف اليمن في مجلس الأمن وتدرك خطورة أي تصعيد على مصالح الغرب في المنطقة.

التحرك البريطاني، وفق مصادر دبلوماسية، جاء بطلب سعودي واضح بعد تصاعد المخاوف من انهيار الهدنة، في ظل رسائل صنعاء العسكرية والسياسية الأخيرة التي حملت نبرة حازمة غير مسبوقة.

 

صنعاء ترفع السقف: لا تفاوض مع وكلاء الحرب

بالتوازي مع الحراك الدبلوماسي، أعلنت صنعاء رفضها القاطع لأي مشاركة لما يسمى “المجلس الرئاسي” الموالي للتحالف في المفاوضات المقبلة، معتبرة أن هذا الكيان “نتاج حرب لا طرف سلام”.

تصريحات القيادات في صنعاء الأخيرة شددت على أن الرياض لا يمكنها تحقيق سلام حقيقي دون الاعتراف بمسؤولياتها المباشرة عن العدوان ورفع الوصاية عن القوى الموالية لها.

هذا الموقف يعكس، بحسب مراقبين، تحولاً جذرياً في خطاب صنعاء التي انتقلت من مرحلة التهدئة إلى فرض شروط “الندية السياسية”، بعد أن أثبتت ميدانياً قدرتها على الردع في البحر والجو والحدود.

وفي الوقت ذاته، رُصدت تحركات ميدانية سعودية مكثفة على الحدود الجنوبية، بينها نصب صافرات إنذار للمرة الأولى، وسط تقارير عن تحليق مكثف لطائرات استطلاع يمنية، ما يعكس حالة توتر غير مسبوقة.

 

المطار بالمطار”.. تحذير يمني بمعادلة الرد بالمثل

وفي تحذير شديد ومباشر للسعودية والتحالف، الذي وجهه خلال الساعات الماضية، محمد مفتاح، القائم بأعمال رئيس الحكومة في صنعاء، قائلاً: “معادلة الرد بالمثل لم تسقط… من يضيّق على شعبنا في معيشته، سنرد عليه بالمثل: المطار بالمطار، الميناء بالميناء، والبنك بالبنك.”

هذا التحذير فُهم كإنذار صريح بأن استمرار الحصار أو تجميد الملفات الاقتصادية سيقابله رد عملي، يعيد معادلة الردع إلى الواجهة بعد عامٍ من التهدئة الهشة.

ويشير مراقبون إلى أن التحرك البريطاني–العُماني جاء في لحظة تدرك فيها العواصم المعنية أن صنعاء لم تعد تتعامل بلغة التمنيات، بل بلغة الاستحقاقات الواضحة والمتمثلة بـ ” رفع الحصار بالكامل، صرف المرتبات، فتح المطارات والموانئ، وضمانات بإنهاء التدخلات الأجنبية”.

ومع بروز “الندية اليمنية” كأمر واقع، يبدو أن الكرة الآن في الملعب السعودي: إما استجابة لمسار سلام حقيقي بشروط متوازنة، أو مواجهة مفتوحة لا تريدها الرياض ولا تحتملها المنطقة.

وخلاصة ما سبق، ما بين الوساطة العُمانية والتحذيرات اليمنية، وبين الهواجس السعودية وصافرات الإنذار، يبدو أن اليمن يقف اليوم أمام أدق لحظاته منذ توقف القتال، إما اتفاق سلام بشروط العدالة، أو عودة إلى حربٍ أشدّ وقعاً مما قبل الهدنة.

قد يعجبك ايضا