المصدر الأول لاخبار اليمن

من اليمن الى غزة.. “الامارات” الذراع الأبرز لتنفيذ مخططات “إسرائيل”

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

يوماً بعد أخر تتكشف طبيعة الدور الإقليمي لدولة الإمارات العربية المتحد في خدمة المشروع “الاسرائيلي” في المنطقة وفق استراتيجية إعادة تشكيلها وفق مبدأ التفكيك والسيطرة عن طريق الوكلاء .

فمنذ سنوات، تعمل الإمارات على هندسة الفوضى المسلحة في العالم العربي، حيثما وُجد فراغ أمني أو اضطراب سياسي أو أطماع في نفوذ سياسي وأمني من خلال خلق ميليشيات الفوضى .

فعلت أبو ظبي ذلك في ليبيا حين صنعت ودعمت خليفة حفتر، وفي اليمن حين ترعى مليشيا الفوضى والانفصال، وفي السودان تدعم ميليشيات محمد حمدان دقلو “حميدتي”

واليوم، تُكرّر أبوظبي التجربة ذاتها في قطاع غزة، بدعم مليشيات مسلحة في قطاع غزة لإعادة تشكيل المشهد وفق المخطط “الاسرائيلي”.

 

تطابق الادوار من اليمن الى غزة

وفقاً لما كشفته مصادر أمنية لوكالة الأنباء الرسمية في صنعاء (سبأ) ، فإن عدداً من الضباط الإماراتيين المتواجدين في محافظتي شبوة والريان اليمنيتين قد غادروا إلى قطاع غزة بهدف تدريب عناصر هناك للعمل لصاح الاحتلال الإسرائيلي .

ونقلت الوكالة عن مصادرها أن هؤلاء الضباط مُرسلون للقيام “بنفس المهام التي يقومون بها في اليمن”، والتي تشمل “إدارة عناصر في غزة بدءا من التجنيد والتحشيد ثم تشكيل ألوية وفرق، للمشاركة في حرب الاحتلال الاسرائيلي ضد المجاهدين في غزة”.

ووفق المصادر فان من بين هؤلاء ضباط يعملون ضمن ” الهلال الاحمر الإماراتي”.

 

 

تحقيقات دولية وروابط ممتدة

بدوره كشف تحقيق لقناة “سكاي نيوز” عن وجود روابط بصرية وتنظيمية بين فصائل مسلحة في غزة وميليشيات مدعومة من الإمارات في اليمن.

 وأظهر التحقيق تطابقاً شبه كامل بين شعار الجناح المسلح لمجموعة “جهاز مكافحة الإرهاب” في غزة، وشعار ميليشيا تحمل الاسم نفسه وتعمل في اليمن بدعم إماراتي .

وفي تطور لافت، أجرت القناة مقابلة مع حسام الأسطل، قائد فصيل “قوة الضرب لمكافحة الإرهاب”، الذي أشار إلى تلقي دعم من “دول عربية” دون أن ينفي علاقته بالإمارات بشكل قاطع وطرح الأسطل مشروعه تحت اسم “غزة الجديدة” .

بعد يومين فقط من مقابلة الأسطل، استخدم جاريد كوشنر، المستشار البارز للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، العبارة ذاتها “غزة الجديدة” أثناء حديثه عن مستقبل القطاع.

 وقال كوشنر: “يمكن البدء ببناء ‘غزة الجديدة’ لتكون مكانا يعيش فيه الفلسطينيون ويحصلون فيه على وظائف”، مشترطاً ألا تذهب أموال إعادة الإعمار إلى مناطق تسيطر عليها حماس .

 

الامارات أداة تنفيذية 

تشكل أنشطة الامارات في اليمن و ليبيا والسودان وغزة، إلى جانب ظهور مشروع “غزة الجديدة” وارتباطه اللفظي واللوجستي بدوائر “إسرائيلية” وأمريكية، على وجود توافق أمريكي “اسرائيلي” على استخدام الإمارات كأداة تنفيذية في مناطق الصراع .

ففي اليمن وليبيا والسودان، تقوم الامارات بدعم وتدريب مليشيات تعمل على خدمة المشروع الاسرائيلي ، أما في غزة، فإن المشروع المعلن من قبل الفصائل المدعومة إماراتياً والمتمثل في “غزة الجديدة”، يظهر كنموذج مماثل يعتمد على إدارة قوى مسلحة بديلة .

هذه المسارعة الإماراتية إلى أداء هذا الدور بعد توقيع اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل” تُظهر تحولاً استراتيجياً في سياساتها الإقليمية ، فبعد أن كانت دولة تتصارع مع المشاريع الإقليمية الأخرى، ها هي تتحول إلى شريك فاعل في تنفيذ المشروع “الإسرائيلي” الذي يهدف إلى إعادة هندسة المنطقة وفق الرؤية “الاسرائيلية”.

قد يعجبك ايضا