كشفت بيانات رسمية لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن زيادة كبيرة في الوفيات الناتجة عن ضغوط نفسية داخل صفوف الجنود، منذ اندلاع العمليات العسكرية في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وتشير الأرقام إلى أن هذه الظاهرة آخذة في الاتساع على مدار العامين الماضيين، وفق صحيفة هآرتس” العبرية.
ووفق المعطيات، فقد ارتفع عدد الحالات المسجلة خلال الأشهر الأخيرة من عام 2023 مقارنة بالسنوات السابقة.
كما شهد عام 2024 زيادة إضافية، فيما سجلت الأشهر الأولى من 2025 حصيلة تفوق ما اعتادت المؤسسة العسكرية على رصده قبل الحرب، إذ كان المعدل السنوي يقارب 12 حالة فقط.
وأوضح جيش الاحتلال أن الانتشار الواسع للقوات، ولا سيما قوات الاحتياط، والمواجهات القتالية العنيفة داخل غزة، شكّلت عوامل ضغط أثّرت بصورة مباشرة على صحة الجنود النفسية.
وتشير تحليلات داخلية إلى أن حالات مرتبطة بالقتال باتت أكثر حضوراً مقارنة بالظروف الشخصية التي كانت تمثل الجزء الأكبر سابقاً.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر عسكرية وطبية أن ضغوط الحرب أسهمت في تسجيل وفيات جديدة، من بينها حالة ضابط احتياط من لواء “غفعاتي”، كان يتلقى علاجاً نفسياً منذ تسريحه عام 2024، نتيجة مضاعفات ميدانية عاناها أثناء مشاركته في العمليات.
وتؤكد منظمات تعنى بمتابعة مصابي الصدمات الميدانية أن الأرقام الرسمية لا تعكس الحجم الحقيقي للمشكلة، مشيرة إلى أن عدداً من الحالات يقع خارج الإحصاءات العسكرية المباشرة—خصوصاً بين الجنود المسرّحين.
وبحسب متابعة “هآرتس” العبرية، تم تسجيل وفيات إضافية بين جنود سابقين وأفراد من الشرطة خلال الفترة ذاتها.
وتحذر عائلات جنود ومعالجون من اتساع نطاق التدهور النفسي داخل المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” في ظل استمرار الحرب وتزايد أعباء القتال، مؤكدين الحاجة إلى برامج دعم وإعادة تأهيل أوسع.
وتأتي هذه التطورات في ظل العدوان الذي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أميركي منذ أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم السماح بتدفق كافٍ للمساعدات الإنسانية.