تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
في تطور لافت يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي، أعلنت قوات صنعاء، أمس الجمعة، تنفيذ هجوم باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي استهدف موقعًا وصف بـ”الحيوي” في مدينة حيفا المحتلة، في ثاني عملية من نوعها خلال ساعات.. هذا النوع من العمليات، خاصة باستخدام تقنيات متقدمة كالأسلحة الفرط صوتية، يطرح دلالات سياسية وعسكرية تتجاوز حدود الميدان.
تشكل الضربة الصاروخية التي أعلنت عنها صنعاء، واستهدفت موقعًا حيويًا في مدينة حيفا المحتلة وقاعدة “رامات ديفيد” الجوية، مؤشرًا على انتقال محور صنعاء-غزة إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، يتجاوز الرمزية السياسية إلى الفعل العسكري المباشر باستخدام تقنيات متقدمة كـ”الصواريخ الفرط صوتية”.
الهجوم على حيفا، وهو أحد المراكز الاقتصادية والعسكرية الحساسة في كيان الاحتلال، يعني أن قواعد الاشتباك لم تعد مقتصرة على جنوب فلسطين المحتلة أو على مياه البحر الأحمر، بل باتت تشمل العمق المباشر والشمال، وهو تحول كبير في طبيعة المعركة الإقليمية.
سابقة نوعية ورسالة مدروسة
الإعلان عن استخدام صاروخ فرط صوتي، وهو الثاني خلال ساعات، وفي أقصى الشمال المحتل، يكشف عن تحوّل في استراتيجية قوات صنعاء، من استهداف الملاحة البحرية وموانئ أم الرشراش “إيلات” إلى استهداف عمق وشمال كيان الاحتلال الإسرائيلي، بما يحمله ذلك من رسائل مزدوجة:
-
عسكرية، تشير العمليات الأخيرة إلى امتلاك قوات صنعاء قدرات متطورة تتحدى الدفاعات الجوية “الإسرائيلية”، وتعكس تطور التقنيات العسكرية اليمنية.
-
سياسية: بأن صنعاء شريك مباشر وفعال في محور دعم غزة، وأنه لا يمكن عزل التصعيد في اليمن عن العدوان المستمر على القطاع.
تكلفة باهظة؟
إذا تكرر استهداف عمق الأراضي المحتلة بهذه الوتيرة ونوعية التسليح، فقد يواجه كيان الاحتلال تحديًا استراتيجيًا لم يعهده منذ حرب 2006.. صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، ما يعني إعادة النظر في أولويات “الأمن القومي” الإسرائيلي.
وفي المقابل، تراهن صنعاء على معادلة بسيطة: كلما طال أمد العدوان على غزة، كلما اتسعت رقعة الاشتباك الإقليمي، وهي رسالة تريد إيصالها بوضوح من خلال تصعيدها الأخير.
ما بعد حيفا؟