أسرى بلا علاج ولا كرامة.. اقتحامات وقمع وإهمال طبي ممنهج في سجون الاحتلال

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم السبت، أن إدارة سجن “عوفر” التابع للاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة القمع بحق الأسرى، من خلال اقتحام غرفهم بشكل متكرر، وفرض إجراءات عقابية مشددة، بالتزامن مع تعمد إهمالهم طبيًا وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.

وأفاد محامي الهيئة، عقب زيارة عدد من المعتقلين، بأن وحدات القمع التابعة لإدارة السجن، وخاصة وحدة “المتسادا”، اقتحمت غرف الأسرى مؤخرًا، وصادرت فرشاتهم، وفرضت عليهم عقوبات جماعية، في وقتٍ يعانون فيه من تدهور في نوعية الطعام المقدم لهم وسوء كميته، إلى جانب نقص في المواد الأساسية كالسُكر والملح.

حرمان من الفورة ونقص في الملابس

وذكر المحامي أن إدارة السجن تعمد إلى تقليص “الفورة” إلى نصف ساعة فقط، تكون عادةً في الساعة السادسة صباحًا، ويتم في كثير من الأحيان حرمان الأسرى منها دون مبررات.

كما يعاني المعتقلون من نقص حاد في الملابس، ما يفاقم معاناتهم اليومية في ظل ظروف احتجاز قاسية.

حالات مرضية دون علاج

وخلال جولته، التقى محامي الهيئة بعدد من الأسرى المرضى الذين يواجهون الإهمال الطبي بشكل صارخ:

• قتيبة سمور (من طولكرم) – معتقل إداري، محتجز في قسم (19)، غرفة (8)، يعاني من حكة شديدة منذ شهر تقريبًا، وقد طالب مرارًا بإجراء فحوصات دون استجابة من إدارة السجن.

• عبد الله مناصرة (18 عامًا، من جنين) – محتجز في قسم (11)، غرفة (15)، يعاني من آلام في الأسنان وحساسية، ويحتاج إلى مرهم وعلاج طبي، ولم تتم الاستجابة لمطالبه.

• شرف الدين أبو ديه (من حلحول) – معتقل في قسم (25)، غرفة (14)، يعاني من ضعف في البصر منذ ما قبل اعتقاله، ويحتاج إلى فحوصات طبية عاجلة، إلا أن إدارة “عوفر” ترفض السماح بها.

• محمد محمود عيسى (من بيت لحم) – يقبع في قسم (16)، غرفة (12)، ويعاني من مشاكل صحية متعددة تشمل الأذن، والمعدة، وفطريات في القدمين، جميعها ظهرت بعد اعتقاله، بينما تُصر إدارة السجن على تجاهل حالته.

تقرير حقوقي مشترك

وفي تقرير حديث صدر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أكدت المؤسستان أن منظومة سجون الاحتلال “لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها لسلب الأسرى إنسانيتهم ومحاولة كسرهم نفسيًا”، مشددتين على أن الأوضاع لم تشهد أي تحسن رغم مرور 19 شهرًا على بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل، بل إنها تتجه نحو مزيد من التدهور، خاصة في ظل استمرار سياسات الإهمال والتنكيل.

دعوات للمساءلة الدولية

تطالب المؤسسات الحقوقية بضرورة تدخل دولي عاجل لوضع حد للانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وفتح تحقيقات جدية لمساءلة الاحتلال عن جرائم الإهمال الطبي والقمع المتواصل.