تقرير/خاص/وكالة الصحافة اليمنية//
برزت اليمن كأحد أخطر التهديدات الأمنية والعسكرية التي تواجه إسرائيل خلال الحرب الحالية وحتى اللحظة، وفقاً لتحليلات صادرة عن وسائل إعلام إسرائيلية متخصصة في الشؤون الأمنية.
إذاعة “103FM” التابعة لصحيفة “معاريف” العبرية نقلت عن العميد في الاحتياط دورون غبيش، القائد السابق لمنظومة الدفاع الإسرائيلي، تأكيده أن الحوثيين يمتلكون “رأساً حربياً قادراً على إحداث أضرار جسيمة”، مشيراً إلى أن إسرائيل قد واجهت بالفعل تأثيرات هذا التهديد المباشر.
وتعمق التحليل الإسرائيلي للإشكالية، حيث أشار غبيش إلى أن “قصة الحوثيين مرتبطة بقصة غزة من ناحية، مع الحفاظ على قدراتهم الصاروخية الفاعلة”.
كما لفت إلى وجود ترابط واضح في التحركات العسكرية، حيث توقف الحوثيون عن عملياتهم عند تنفيذ وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، في إشارة إلى التنسيق بين مختلف فصائل “محور المقاومة”.
الأكثر إثارة للقلق -حسب التحليل العسكري الإسرائيلي- هو الاعتراف الصريح بأن “قدرة إسرائيل على إيقاف الحوثيين، للأسف، غير متوافرة”، مما يضع صناع القرار في إسرائيل أمام معضلة أمنية معقدة.
من جهة أخرى، تناول موقع “ذا ماكر” العبري المتخصص في الشؤون العسكرية الأبعاد الاستراتيجية لهذا التهديد، حيث خلص إلى أن الهجمات البحرية الإسرائيلية على ميناء الحديدة “لن تغير ميزان القوى” بين الطرفين.
وأبرز التقرير فشل العمليان العسكرية المساندة للكيان الإسرائيلي -بما في ذلك العمليات الأمريكية والبريطانية- في رفع الحصار المفروض على حركة الملاحة البحرية المؤدية إلى ميناء إيلات، رغم نشر مدمرات وحاملات طائرات بل وغواصات مجهزة سابقاً بصواريخ باليستية نووية.
ونقل الموقع عن شاؤول حوريف، نائب قائد البحرية الإسرائيلية سابقاً، تأكيده أن “سلاح الجو الإسرائيلي هاجم اليمن خمس مرات دون أن يتمكن من هزيمة الحوثيين”، معتبراً أن الهجمات البحرية لن تحقق نتائج مختلفة.
وأوضح حوريف أن الحوثيين “يشكلون تهديداً من نوع لم تشهده إسرائيل في حروبها السابقة”، مشيراً إلى ظاهرة فريدة حيث “يقيم العدو على الساحل ويفرض حصاراً بحرياً من هناك”، في إشارة إلى سيطرة الحوثيين على مناطق ساحلية واسعة وقدرتهم على تعطيل حركة الملاحة الدولية.
التقرير الإسرائيلي خلص إلى نتيجة صادمة مفادها أن “إسرائيل لا تملك حلاً لمشكلة الحوثيين”، مع توقع استمرار الضرر الذي يلحقونه بالمجال البحري الإسرائيلي “حتى بعد انتهاء الحرب في غزة”.
وفي محاولة للبحث عن مخرج، طرح الموقع الإسرائيلي خياراً دبلوماسياً يتمثل في “الاتفاق السياسي الذي توصل إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الحوثيين”، في إشارة إلى الحلول التفاوضية كبديل عن الخيارات العسكرية التي تبدو غير مجدية.
هذه التحليلات تكشف عن تحول جوهري في البيئة الأمنية الإسرائيلية، حيث تبرز جماعة الحوثي كفاعل إقليمي قادر على فرض معادلات جديدة تختلف جذرياً عن التهديدات التقليدية التي اعتادت إسرائيل مواجهتها.
المشهد الحالي يضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات لوجستية واستراتيجية غير مسبوقة، مع اعتراف صريح من قيادات عسكرية سابقة بعجز الآلة الحربية الإسرائيلية عن إيجاد حلول ناجعة لهذا التهديد المستجد، مما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات سياسية ودبلوماسية كخيارات بديلة في المدى المنظور.