السيد الحوثي يصف الموقف اللبناني بـ “الذليل” ويحذر من مخططات الاحتلال في سوريا
صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية
في خطاب شامل يلامس مجمل القضايا الراهنة في المنطقة، ألقى السيد عبدالملك الحوثي كلمة، اليوم، على قناة المسيرة، سلط فيها الضوء على تطورات العدوان على قطاع غزة والساحة الإقليمية والدولية
استهل السيد عبدالملك الحوثي كلمته بالتطرق إلى التباين الواضح في المواقف الدولية، مشيراً إلى أن الأنظمة التي تطالب بنزع السلاح البسيط والمتوسط في المنطقة، تقابلها الولايات المتحدة بتقديم “شحنات لا تتوقف من أفتك أنواع الأسلحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي”. هذا التناقض، وفقاً للخطاب، يمثل جزءاً من الدعم الأمريكي المستمر والمكشوف لسلطات الاحتلال، مما يعمق الأزمة في المنطقة ويضعف أي مساعي للسلام. كما أثنى السيد الحوثي على صمود الشعب الفلسطيني ومجاهديه، معتبرًا أن الهجرة المعاكسة غير المسبوقة لسكان “اسرائيل”هي “نتيجة مهمة جداً” لهذا الصمود.
في سياق متصل، وجه السيد الحوثي انتقادات حادة للموقف اللبناني الرسمي، واصفاً ردة فعل الحكومة اللبنانية بأنها “لا ترقى إلى مستوى المسؤولية أبداً” وتتجه نحو تنفيذ “إملاءات الكيان الإسرائيلي والأمريكي”. ورأى السيد الحوثي أن هذا التوجه “الغبي” لن يحمي لبنان، بل يخدم مصالح سلطات الاحتلال بشكل مجاني. و شدد في خطابه على أن رهان الحكومة اللبنانية على المجتمع الدولي هو “رهان خاسر”، مؤكداً أن هذا المجتمع لم يقدم شيئاً لدعم قضايا المنطقة مثل فلسطين وغزة وسوريا، ولن يقدم شيئاً فيما يخص الوضع اللبناني.
وتزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، تناول الخطاب دوره المحوري في حماية المنطقة من “المشروع الأمريكي الإسرائيلي”. وقد وصفه بأنه “شهيد الإسلام والإنسانية”، مشيراً إلى أن حزب الله، بقيادته، كان “الحصن الحصين والسد المنيع للأمة” في وجه التآمر المستمر لبعض الأنظمة العربية مع سلطات الاحتلال. ولفت السيد الحوثي إلى أن “عنوان الشرق الأوسط” الذي فشلت فيه أمريكا في عدوان 2006، قد تأخر تحقيقه بفضل دور المقاومة و”انتصارها العظيم”. وأكد أن هناك تحضيرات كبيرة لإحياء هذه الذكرى، معلناً عن نية “سلطات صنعاء” في الاهتمام بهذه الذكرى والتحدث عنها.
أفرد السيد الحوثي في خطابه مساحة كبيرة لتحليل الأوضاع في سوريا، مبيناً أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي” مستمر في “الاستباحة الكاملة” لسوريا، بينما تسعى “الجماعات المسيطرة” هناك للاتفاق والتنسيق الأمني معه. ووفقاً للسيد، فإن هذا التوجه يخدم مخططاً صهيونياً أكبر يستهدف سوريا ضمن خريطة “ممر داود” الذي يهدف إلى الوصول إلى نهر الفرات. كما وجه السيد أصابع الاتهام إلى “الجماعات المسيطرة” باضطهاد الأقليات ودفعها نحو أحضان الكيان الإسرائيلي، وهو ما يصب في نفس المخطط. وفي هذا السياق، وركز على تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، معتبراً أنها تعكس بوضوح الموقف الأمريكي الرسمي وتكشف عن أبعاد هذه المخططات للجميع.