شهدت مدينة عدن، وخاصة حي خورمكسر، قبل قليل احتجاجات شعبية غاضبة، جراء انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل وغير مسبوق، وتدهور الأوضاع المعيشية، حيث قطع المحتجون الشوارع الرئيسية وأحرقوا الإطارات تعبيرًا عن احتجاجهم.
وجاءت هذه الاحتجاجات في ظل ظلام دامس غطى المدينة، فيما أفاد ناشطون محليون بأن انقطاع الكهرباء هذا هو الأسوأ في تاريخ عدن، مما زاد من معاناة المواطنين المتصاعدة أصلاً بسبب انقطاع الرواتب لأشهر.
وظهر قائد ما يُعرف بـ “المقاومة الجنوبية” في عدن، أبو همام، في تسجيلات مصورة من قلب الاحتجاجات، محذرًا من قمع المتظاهرين ومحمّلاً التحالف السعودي الإماراتي المسؤولية عما يحدث.
وتصاعدت حدة الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه السلطات المحلية والحكومة، تحت وسم #عدن_بلا_كهرباء و #الجنوب_تحت_خط_الفقر.
ووجه نشطاء ومواطنون اتهامات مباشرة لوزير الكهرباء في حكومة العليمي مانع بن محمود، بالإهمال وعدم الكفاءة، مطالبين إياه بالاستقالة.
كما اتجهت انتقادات لاذعة نحو المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة، وُصفت فيها القيادة بـ “الأسوأ”، واتهمت بالعجز عن معالجة الأزمات المتراكمة، لا سيما أزمة الكهرباء التي يعاني منها الجنوب منذ سنوات.
من جهة أخرى، تبادل الأطراف السياسية الاتهامات، حيث حمّل البعض رئيس حكومة التحالف بن بريك مسؤولية “فساد متراكم”، بينما رأى آخرون أن الهجوم عليه يأتي بدوافع مناطقية.
وتعكس الأزمة الحالية حالة السخط المتصاعد جراء تردي الخدمات الأساسية، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، وسط مشهد سياسي معقد توصف تركيبته بعدم التجانس والعجز عن تقديم حلول ناجعة تلامس هموم المواطن البسيط.