المصدر الأول لاخبار اليمن

“بن غفير” يهاجم ترامب: البرغوثي لن يخرج من السجن ولن يحكم غزة

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بعد إشارته إلى إمكانية أن تتخذ واشنطن قراراً بشأن الإفراج عن القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، ليتولى دوراً قيادياً في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، في خطوة وُصفت داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي بأنها “تدخّل سافر في السيادة الإسرائيلية”.

وفي أول ردٍّ رسمي من كيان الاحتلال على تصريحات ترامب، هاجم وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن غفير”، الطرح الأميركي، قائلاً: “إسرائيل دولة ذات سيادة، ولن تقبل أن يُملى عليها من الخارج من يُفرج عنه ومن يقود غزة أو غيرها”، مضيفاً أن “مكانه الطبيعي السجن المؤبد”.

 

ترامب يفتح باباً حساساً في المشهد الفلسطيني

وكان ترامب قد قال في مقابلة مع مجلة تايم الأميركية إنه “سيتخذ قراراً بشأن احتمال أن تُفرج إسرائيل عن مروان البرغوثي”، أحد أبرز قادة الانتفاضة الثانية، مشيراً إلى أن البرغوثي “يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين وقد يكون جزءاً من الحل في مرحلة ما بعد الحرب في غزة”.

وتُعدّ هذه هي المرة الأولى التي يلمّح فيها ترامب إلى إمكانية دعم دور سياسي لأسير فلسطيني داخل المشهد المستقبلي لغزة، في إشارة فُسرت على أنها محاولة لإعادة تشكيل القيادة الفلسطينية وفق رؤية أميركية جديدة لما بعد الحرب.

 

غضب في أوساط اليمين الإسرائيلي

تصريحات ترامب، التي وُصفت في الصحافة العبرية بأنها “غير مسبوقة”، أثارت استياءً واسعاً داخل أوساط اليمين الإسرائيلي المتطرف، حيث اعتبرتها شخصيات في “حكومة نتنياهو مسّاً باستقلالية القضاء والسياسة الإسرائيلية”، لا سيما أن البرغوثي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد بتهم تتعلق بقتل “إسرائيليين” خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلت عن مصادر في الائتلاف الحاكم قولها إن تصريحات ترامب “مقلقة للغاية”، لأنها “تفتح الباب أمام ضغوط أميركية مستقبلية لإعادة تعريف من يُعتبر شريكاً فلسطينياً في مرحلة ما بعد حماس”.

 

البرغوثي.. الرمز الذي يُربك الجميع

يُعد مروان البرغوثي، البالغ من العمر 65 عاماً، من أبرز رموز حركة “فتح” وأحد أكثر الشخصيات قبولاً في الشارع الفلسطيني، إذ تشير استطلاعات الرأي الدورية إلى تفوقه على جميع القيادات الحالية بما فيهم رئيس السلطة محمود عباس، في حال إجراء انتخابات رئاسية.

ويرى مراقبون أن طرح اسم البرغوثي في سياق الحديث عن مستقبل غزة، يكشف عن تحوّل في التفكير الأميركي حيال “منظومة الحكم الفلسطينية”، وأن واشنطن – أو على الأقل بعض دوائر القرار فيها – باتت تدرك أن أي مرحلة سياسية مقبلة لا يمكن أن تتجاوز شخصيات تحظى بشرعية ميدانية وشعبية حقيقية.

 

واشنطن وتل أبيب.. اختبار جديد للتحالف

الجدل الذي أثارته تصريحات ترامب يعيد إلى الواجهة الأسئلة حول حدود التنسيق الأميركي “الإسرائيلي” في الملفات الحساسة، خصوصاً مع تصاعد الأصوات داخل الإدارة الأميركية التي تطالب بإيجاد “قيادة فلسطينية موحدة” قادرة على ملء الفراغ في غزة، في مقابل رفض اليمين الإسرائيلي المتطرف لأي “تنازل” قد يُفهم كاعتراف بقيادة وطنية من خلفية نضالية.

ويرى محللون أن ردّ “بن غفير” يعكس خشية “حكومة نتنياهو” من أن تتحول تصريحات ترامب إلى ضغط سياسي حقيقي في حال عودة الأخير إلى البيت الأبيض، إذ يُدرك “نتنياهو” أن ملف الأسرى الفلسطينيين، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، يمكن أن يتحول إلى ورقة ضغط أميركية لتشكيل ترتيبات ما بعد العدوان على غزة.

قد يعجبك ايضا