المصدر الأول لاخبار اليمن

نادي الأسير: 49 أسيرة فلسطينية يواجهن أوضاعًا قاسية في سجون الاحتلال

رام الله/وكالة الصحافة اليمنية

كشف مدير عام نادي الأسير الفلسطيني، أمجد النجار، عن أن 49 أسيرة فلسطينية يقبعن حاليًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظروف قاسية ومهينة”، مؤكدًا أن ما تتعرض له الأسيرات يعكس سياسة “إسرائيلية” ممنهجة تستهدف كسر إرادة المرأة الفلسطينية والنيل من دورها الوطني والاجتماعي”.

وقال النجار في بيان صحفي، اليوم الإثنين، إن أوضاع الأسيرات تمثل صورة مكثّفة لمعاناة الفلسطينيين داخل منظومة اعتقال تنتهك الأعراف والمواثيق الدولية، مشيرًا إلى أن الاحتلال صعّد منذ السابع من أكتوبر 2023 حملاته ضد النساء، حيث تم توثيق أكثر من 595 حالة اعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس، وفي الأراضي المحتلة عام 1948، بينما لا تتوفر إحصاءات دقيقة بشأن النساء اللواتي احتُجزن من قطاع غزة.

 

ظروف قاسية وحرمان من الحقوق الأساسية

وأوضح النجار أن الأسيرات المحتجزات في سجني “الدامون” و”الشارون” يعانين من اكتظاظ داخل الغرف وسوء التهوية ونقص المواد الأساسية للنظافة، إلى جانب حرمانهن من الإنارة الكافية والتدفئة والملابس الشتوية، لافتًا إلى أن إدارة السجون تتعمد فرض عقوبات جماعية وتقليص ساعات الفورة وسحب الأدوات الكهربائية.

وأشار إلى أن الإهمال الطبي المتعمد يمثل أبرز أوجه المعاناة، إذ تُمنع الأسيرات من العلاج في الوقت المناسب، كما تُحرم العديد منهن من زيارة الأطباء المختصين، خصوصًا في المجالات النسائية.

وأضاف أن هذا الإهمال يتحول إلى أداة عقاب ممنهجة تستهدف إضعاف الجسد والنفس معًا.

 

إذلال ممنهج وابتزاز إنساني

وبيّن النجار أن الانتهاكات لا تتوقف عند الحرمان من العلاج، بل تمتد إلى تفتيشات جسدية مهينة، وعزلٍ انفرادي، واعتداءات لفظية وجسدية، إلى جانب منع الزيارات العائلية والاتصال بذوي الأسيرات.

وقال إن الأمهات الأسيرات يعانين بشكل مضاعف بسبب حرمانهن من التواصل مع أطفالهن، وفرض الحواجز الزجاجية خلال الزيارات، مضيفًا أن الاحتلال يستخدم الأمومة كورقة ضغط خلال التحقيق عبر التهديد بحرمان الأسيرة من رؤية أطفالها أو إيذائهم، في انتهاكٍ صريح للقوانين الدولية.

كما أشار إلى أن القاصرات المعتقلات يتعرضن لضغوط وتحقيقات قاسية لا تراعي أعمارهن، في مخالفة واضحة لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف التي تفرض حماية خاصة للنساء والأطفال في أوقات النزاع.

 

حرمان ثقافي واستهداف للهوية

ولفت النجار إلى أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تمنع الأسيرات من التعليم ومصادرة الكتب والمواد الثقافية، وتفرض غرامات مالية وعقوبات جماعية، في محاولة لتفريغ السجون من أي نشاط فكري أو إنساني، معتبرًا أن الحياة خلف القضبان تحولت إلى معركة يومية للبقاء والحفاظ على الكرامة.

 

مطالبات بتحرك دولي عاجل

وأكد النجار أن نادي الأسير الفلسطيني وجّه تقارير وشكاوى مفصلة إلى منظمات دولية، بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، حول الانتهاكات بحق الأسيرات، مشيرًا إلى أن هذه المنظمات “طالبت مرارًا إسرائيل باحترام التزاماتها القانونية وتحسين ظروف الاحتجاز”.

وشدد النجار على أن استمرار معاناة الأسيرات “يعكس سياسة إسرائيلية منهجية قائمة على الإهمال الطبي والتعذيب النفسي وسلب الحقوق الإنسانية الأساسية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية ومطالبة سلطات الاحتلال بوقف هذه الانتهاكات فورًا وضمان تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة التي تحمي النساء في زمن الاحتلال”.

واختتم النجار بالتأكيد على أن المرأة الفلسطينية ستظل رمزًا للصمود والإرادة، قائلاً: إن “الأسيرات، رغم القهر والعزلة، ما زلن يجسّدن روح التحدي التي فشلت سلطات الاحتلال في كسرها منذ عقود”.

قد يعجبك ايضا