خاص | انتزعت الفصائل الموالية للسعودية أهم منطقة تطل على مضيق باب المندب بالقوة من الفصائل التابعة للإمارات في محافظة لحج غربي اليمن، عقب تحشيدات عسكرية خلال الساعات الماضية.
وتمكنت فصائل”درع الوطن” الممولة من السعودية، والتي يقودها السلفي “بشير المضربي الصبيحي”، من إحكام قبضتها اليوم الإثنين على مديرية المضاربة ورأس العارة الساحلية، وذلك بعد فض الشراكة الأمنية مع فصائل “العمالقة” الموالية للإمارات التي يقودها “حمدي شكري الصبيحي”، والاتفاق على إخراج قوات الأخير إلى منطقة طور الباحة وصولا إلى مصنع الحديد في لحج.
حيث وصل فجر اليوم “وزير الدفاع” في الحكومة التابعة للتحالف، “محسن الداعري”، ومعه عدد من القيادات العسكرية بتكليف من قيادة القوات السعودية في عدن، إلى منطقة رأس العارة، للإشراف على ترسيم خطوط التماس بين الفصائل الإماراتية “العمالقة”، والفصائل السعودية “درع الوطن”، والتوافق بينها على إنهاء الشراكة الأمنية وفق الترتيبات الجديدة.
وكانت قد تصاعدت التوترات المسلحة بين “العمالقة” و”درع الوطن” أمس الأحد على خلفية النزاع حول إعادة توزيع مناطق السيطرة بين الفصائل الموالية للسعودية ونظيراتها الإماراتية في ساحل وجبال المضاربة، حيث رفضت “درع الوطن” مقترح تسليم الساحل للفصائل الإماراتية، ما دفع الأخيرة إلى استقدام تعزيزات عسكرية ليلا من منطقة حيس جنوب الحديدة إلى رأس العارة.
من جهتها، أقدمت الفصائل الموالية للسعودية، على قطع الطريق الساحلي أمام الإمدادات والتعزيزات الخاصة بالفصائل الإماراتية، القادمة إلى رأس العارة، التي تتعامل معها فصائل الإمارات باعتبارها مسرح عمليات خاص بها ضمن ما يعرف بـ “القوات المشتركة” التي يقودها “طارق عفاش” قبل تشكيل “درع الوطن”.
واتجهت أيضا “درع الوطن” السعودية إلى الحد من وصول تعزيزات عسكرية أرسلها الانتقالي من فصائل “الحزام الأمني” بقيادة المدعو “وضاح عمر سعيد” في الطريق الساحلي قبل وصولها إلى منطقة الحجف، التي تسيطر عليها الفصائل الإماراتية.
وجاءت التوترات العسكرية بين الفصائل عقب ضبط الفصائل الموالية للسعودية شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى “قوات الدعم السريع” في السودان، تم ارسالها من القوات الإماراتية عبر السواحل اليمنية وبتواطؤ من قائد فصائل “العمالقة” الموالية للإمارات “ابو زرعة المحرمي”، تسبب ذلك بانفجار المشكلة بين الطرفين وسط إصرار سعودي على اخراج الفصائل الموالية للإمارات من المنطقة التي يوجد فيها ميناء الحجف.
يأتي ذلك في إطار ما يعرف بصراع النفوذ بالمنطقة من خلال السيطرة على المناطق الساحلية الاستراتيجية القريبة من باب المندب، وكذلك المناطق الغنية بالثروات الطبيعية كما هو الحال في حضرموت والمهرة، بما في ذلك رأس العارة التي تدر الملايين من الدولارات جراء عائدات تهريب الخمور والحشيش والمخدرات التي تغرق عدن وبقية المحافظات الجنوبية بتواطؤ من القيادات الموالية للتحالف.