لم تحمل الزيارة التي اختتمها المبعوث هانز غروندبرغ، إلى السعودية والإمارات أي مؤشرات إيجابية حول إمكانية حلحلة الأوضاع في اليمن.
ورغم حالة التوتر التي تسود الموقف، وارتفاع سقف التوقعات، بين إمكانية العودة إلى الحرب، أو المضي إلى تسوية عادلة، كان بيان المبعوث الأممي، الذي أصدره مساء أمس الأربعاء، أقل من أن يقدم مؤشرات واضحة يمكن المراهنة عليها ايجاباً، بشأن جولته الأخيرة في السعودية وشملت “الإمارات”، التي تعد محطة نادرة في تحركات المبعوث غروندبرغ.
بيان المبعوث الأممي اكتفى بإعادة التأكيد على أهمية أن ” التوصل إلى حل سياسي شامل يعكس تطلعات اليمنيين ويعالج الشواغل الإقليمية يظل أولوية مشتركة”
وأضاف غروندبرغ: “أن نقاشاته وتركزت “على التطورات الأخيرة والجهود الأممية الجارية للحفاظ على زخم الحوار الهادف إلى تحقيق سلام واستقرار دائمين”.
واعتبر كثير من المراقبين أن هذه التصريحات، تهربًا من استحقاقات السلام الدائم في اليمن، وتفتقر لأبسط مؤشرات التطمين بالنسبة لصنعاء، التي بدأت ترفع صوتها خلال الآونة الأخيرة للخروج بتسوية منصفة للشعب اليمني، ومغادرة مربعات اللاحرب واللاسلم المتواصلة منذ ابريل 2022.
ويعتقد بعض المراقبين، أن عدم تجاوب الرياض وأبوظبي، مع دعوات صنعاء لمعالجة الملف الإنساني في اليمن، وإنجاز سلام شامل، قد يكون بمثابة مؤشر عن وجود نوايا سيئة تجاه اليمن، خصوصا في ظل حالة التوتر القائمة في المنطقة، والتوجهات الإسرائيلية الصريحة لاستهداف اليمن، على خلفية موقف صنعاء في مساندة الشعب الفلسطيني عسكريا، وفرض الحصار البحري على الاحتلال الإسرائيلي، ردا على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال في غزة.
ويبدو من وجهة نظر مراقبين، أن الضغوط التي تمر بها اليمن خصوصا والمنطقة بشكل عام، تتطلب من السعودية وأبو ظبي، اتخاذ مواقف واضحة، تجاه اليمن، تجنبا لإثارة غضب صنعاء، وكان من المفترض أن تستغل السعودية والإمارات زيارة المبعوث الأممي، لإرسال إشارات إيجابية تجاه اليمن، وعدم السماح بمغادرة غروندبرغ خالي الوفاض، خصوصا أن هناك اعتقاد راسخ، لدى كثير من الخبراء والمحللين السياسيين، أن الرياض وأبو ظبي، لا تمتلكان الإرادة الكافية، لمخالفة أي توجهات أمريكية ــ إسرائيلية عدائية تجاه اليمن.
بينما يمثل اكتشاف شبكة التجسس الأخيرة التي تديرها المخابرات السعودية الأمريكية الإسرائيلية من أراضي السعودية، ضد اليمن، دافعاً كافياً لصنعاء للشعور بعدم الاطمئنان والاستعداد لمرحلة جديدة من المواجهات. وهو ما يستدعي من السعودية والإمارات عدم المماطلة في توضيح موقفها في هذه المرحلة الحساسة التي لم تعد تحتمل أنصاف المواقف.