المصدر الأول لاخبار اليمن

 بعد هدنة غزة.. الإعلام العبري يكشف: اليمن هو جحيم “إسرائيل” القادم

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

 

بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” و المقاومة الفلسطينية، في أكتوبر 2025، الذي شمل إطلاق سراح أسرى وانسحاباً تدريجياً من غزة، تحول التركيز في الإعلام الإسرائيلي إلى اليمن وتحديدًا إلى صنعاء، التي تعتبر جزء من محور المقاومة.

وعلى الرغم من تعليق قوات صنعاء لعملياتها في البحر الأحمر، إلا أن الإعلام العبري يتناول هذا الهدوء النسبي بقلق وحذر، خاصة مع استمرار الاحتلال في استهداف غزة.

عن القلق الإسرائيلي من اليمن، كشف الاحتلال أمس السبت ، أن رئيس الوزراء نتنياهو، يخشى صنعاء، رغم توجيهه تهديدًا باستهداف القيادات والمحافظات التابعة لسيطرة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء.

القناة الثالثة عشرة العبرية نقلت عن مصادر قولها إن نتنياهو يعيش كابوس “الحوثيين”، مُشيرة إلى أنه قلق من إمكانية مشاركتهم في اليمن بأيَّة مواجهات جديدة محتملة مع إيران، ووصفت المصادر سيناريو مشاركة “الحوثيين” بالأصعب، مُعتبرة أي دخول للحركة بمثابة تعقيد للمواجهات المحتملة.

صحيفة “جيروزاليم بوست”، أشارت إلى أن أنصار الله يُعززون من انتاجهم العسكري، خلال هذه الفترة، ما يعني أنهم يستعدون لجولات من الحرب ضد “إسرائيل”.

مطلع نوفمبر الجاري، كثفت قيادات الاحتلال تهديداتها ضد القوات المسلحة اليمنية التابعة لصنعاء، من خلال التوعد، بشن ضربات انتقامية على صنعاء والمحافظات التابعة لها، حيث خرج رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو بتهديد صريح قال فيه إنه يجب القضاء على أنصار الله، أو كما أسماهم “الحوثيين”.

وعن الضربات الإسرائيلية الجوية على موانئ ومنشآت اليمن، قال موقع “تشاتهام هاوس” العبري، بأن تلك الضربات “لم تضعف الحوثيين، بشكل حاسم بسبب هيكلهم اللامركزي؛ لكنها جزء من استراتيجية لمنع تحوّلهم إلى تهديد أكبر”.

اللعب على أوتار “خطة ترامب” للسلام، كانت بمثابة فرصة لالتقاط أنفاس جيش الاحتلال، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها ميدانيًا، وكذا تخفيفا للاحتقان العالمي ضد الاحتلال وجرائمه في غزة والضفة، وبالتالي إنقاذ الانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى خنقه، جراء استهداف موانئها ومطاراتها من قبل قوات صنعاء، وإيقاف أو قصف كافة السفن التي ترتبط بـ “إسرائيل”، في البحر، إضافة إلى تفعيل سلاح المقاطعة.

القنوات الفضائية العبرية مثل “كان 11” و “والا نيوز” أكدت في تقاريرها، أن الاتفاق مع حماس أزاح الضغط عن قوات الاحتلال، مما سمح لـ”إسرائيل” بالتركيز بشكل أكبر على اليمن، مع الإشارة إلى تحذيرات من أن انهيار الهدنة سيؤدي إلى “خسائر أكبر” لـ “إسرائيل” كما حذرت قوات صنعاء.

يرى الإعلام العبري، أن الاتفاق مع حماس لا يعني إخماد جبهة اليمن، فهو يعتبرها جبهة مفتوحة، تتطلب استمرار الضغط العسكري، خاصة مع مؤشرات عودة التصعيد في غزة ضد حماس وفي جنوب لبنان ضد حزب الله.

يُشير الإعلام العبري الذي يرصد تبعات تلقي ” الاحتلال” لضربات صاروخية أو هجمات الطيران المسير من اليمن، إلى أن ملف اليمن بالنسبة لـ “تل أبيب” يحمل البعدين الأمني والعسكري، خاصة مع تهديد قوات صنعاء باستهداف مناطق حساسة في “إسرائيل”.

أوردت “القناة 14″ تقريرا في يوليو الماضي، قالت فيه : إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعمل على مدار الساعة على خطة هجومية كبيرة ضد الحوثيين ستضع حدا لعمليات الإطلاق العديدة على إسرائيل”.

وذكرت “القناة 14” أن ذلك جاء في أعقاب تصريح وزير الدفاع “يسرائيل كاتس “بأن غزة واليمن هما الساحتان الرئيسيتان المتبقيتان.

في هذا الشأن حيث قال: “نحن نبني قدرات، وسنعرف كيفية تفعيلها حالما يتخذ المستوى السياسي قرارا بذلك”.

وأضاف: “ما أنجزناه في 12 يوما في إيران، سنعرف أيضا كيف نفعله في اليمن”.

بحسب تقييم وزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي للموقف اليمني المساند لغزة، فإن الاحتلال يعتبر هذا الموقف جبهة مفتوحة يجب التخلص منها، على اعتبار أن قوات صنعاء تحولت من قوات إسناد، إلى ساحة مركزية بجانب غزة، ما جعل الهجوم على صنعاء سابقًا وربما لاحقًا، ذا أولوية عملياتيه على المستوى السياسي والعسكري.

 

قدرات قوات صنعاء متطورة

صحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت في سبتمبر الماضي، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رصدت تطورا ملحوظا في القدرات العسكرية لـ أنصار الله، خاصة في مجالي الدفاع والتصنيع الذاتي، وتتابع عن كثب خطة “طوفان الأقصى – نسخة اليمن”.

وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين أحرزوا تقدما في إنتاج الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى بدعم مهندسين محليين، إلى جانب استخدام الأنفاق لتصنيع هذه الأسلحة وتخزينها.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي لاحظ تطورا في نموذج الدفاع الذاتي للحوثيين، من خلال إنشاء مصانع تحت الأرض في مناطق نائية، ضمن مشاريع توصف بأنها “سرية”.

هذا التطور الذي وصفته الصحيفة العبرية، قابله إنشاء شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وحدتين جديدتين، للتعامل مع ما وصفته بـ”تحدي الحوثيين”، والذي يشمل أيضا تدريبات على تنفيذ “غزو إسرائيل من الشرق”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها “لا نريد أن نصل إلى مرحلة يمتلك فيها الحوثيون آلاف الصواريخ الدقيقة، لأن ذلك سيشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل”.

 

مخاوف لا تنتهي

بات واضحًا أن الإعلام العبري لا يخفي مخاوف قيادات جيش الاحتلال من جبهة اليمن، فقد أكدت وسائلهم الإعلامية أن قوات صنعاء، تُمثل تهديدًا خطيرًا للغاية بالنسبة للكيان الصهيوني، وأن راية أنصار الله ليست كأي علم في بقية الدول، حيث تُظهر فعليًا ضرورة تدمير “إسرائيل”، خاصة في ظل اعتراف صهيوني بأن قوات صنعاء، تطور قدراتها العسكرية بنفسها، ما جعل جيش الاحتلال في حالة استنفار دائم، ووضع خطط مستقبلية لردع أي هجوم قادم من اليمن مستقبلًا.

إن الاحتلال يعيش منذ عامين كابوس اليمن؛ حيث صمدت صنعاء، التي تبعد أكثر من ألفي كيلومتر، في عمليات إسناد غزة حتى النهاية، كما تمكنت خلال هذه الفترة من شن هجمات بحرية وجوية، وأحكمت الحصار على الاحتلال الإسرائيلي عبر إغلاق موانئه على البحر الأحمر وصولاً إلى المتوسط، إضافة إلى إغلاق متكرر لكبرى مطاراته الدولية في يافا “تل أبيب”.

تُظهر تغطية الصحف العبرية لليمن، أن الملف اليمني أصبح عنصراً مركزياً في التفكير الأمني الإسرائيلي، حيث تجاوزت التغطية مجرد الإبلاغ عن الأحداث لتشمل تحليلات استراتيجية عميقة حول كيفية احتواء التهديد اليمني المتمثل في قوات صنعاء، وقرار السيد عبد الملك الحوثي.

قد يعجبك ايضا