كشفت وكالة بلومبيرغ، عن تبني الولايات المتحدة برنامجاً جديداً للطائرات المسيّرة الهجومية “رخيصة الثمن”، في خطوة وصفت بأنها محاولة متأخرة لسد فجوة أمنية وعسكرية كشفت عنها الضربات المتكررة ضد القوات الأمريكية وحلفائها في البحر الأحمر والشرق الأوسط.
وأفادت تقارير صحفية بأن هذا التبني يمثل اعترافاً ضمنياً ومُراً بـ “الفشل الذريع” لقطاع الدفاع الأمريكي، الذي لم يطور تكنولوجيا منخفضة التكلفة، في حين أتقنها خصوم يمتلكون موارد مالية محدودة واستخدموها بفعالية كبيرة.
وأوضحت المعلومات أن إعلان واشنطن المتأخر عن هذه المسيّرات ينم عن “اضطراب” في الاستراتيجية، حيث أثبتت الضربات المتوالية في المنطقة عدم جدوى الإنفاق العسكري الباهظ أمام تكنولوجيا بسيطة لكنها ذات كفاءة عالية في الاستنزاف.
وأشارت المصادر إلى أن هذا التوجه دفع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى تخصيص قوة جديدة هي “سكوربيون سترايك” لتشغيل طائرات مصنعة في أريزونا، وهي محاولة للقفز إلى “مركب النجاة” التكنولوجي بعد أن أثبتت أنظمة الدفاع الباهظة عجزها أمام طائرات صغيرة وخفيفة.
كما لفتت التقارير إلى الفارق الاقتصادي والاستراتيجي الصارخ؛ حيث تبلغ تكلفة طائرة “شاهد” التي أثبتت فعاليتها نحو 35 ألف دولار، مقارنة بأكثر من 30 مليون دولار للطائرة “MQ-9 Reaper” الأمريكية، مما يجسد إخفاقاً استراتيجياً لوزارة الحرب الأمريكية التي باتت تخسر المعركة التكنولوجية والاقتصادية أمام أدوات بسيطة تستنزف دفاعاتها المكلفة.
وخلص التقرير إلى أن هذا التحول، المستوحى من التكنولوجيا التي استُخدمت لتوجيه ضربات موجعة ضد القوات الأمريكية، يمثل عودة “مهينة” للأساسيات، بعد أن أثبتت التطورات أن المستقبل ليس لمن يمتلك الأغلى، بل لمن يمتلك الأذكى والأكثر كفاءة في الاستنزاف.