تصعيد أمريكي-إماراتي في المحافظات الشرقية لتكريس نفوذ الانتقالي والسيطرة على النفط والممرات البحرية
خاص | وكالة الصحافة اليمنية |
شهدت المحافظات الشرقية، تحركات مكثفة وتصعيدًا عسكريا ودبلوماسيا منذ مطلع ديسمبر الجاري، وذلك في سياق صراع النفوذ بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
وكثفت القيادة المركزية للقوات الأمريكية اتصالاتها مع قيادات المجلس الانتقالي التابع للإمارات عقب اجتياح فصائل الانتقالي لمديريات حضرموت النفطية، والسيطرة العسكرية على مواقع ومعسكرات تابعة للمنطقة العسكرية الأولى التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة الموالية للتحالف، بذريعة تطهير حضرموت والمهرة من العناصر الموالية لحزب الإصلاح، بينما جميع قيادات الألوية في المنطقة ينحدرون من حضرموت وأبين وشبوة.
ونقلت وسائل إعلام موالية للانتقالي معلومات تؤكد أن الاتصالات الأمريكية ركزت على الجانب العسكري، والتشديد على ضرورة توجيه المعركة ضد قوات صنعاء.
ليظهر “الزبيدي” بتصريحات إعلامية الأربعاء الماضي، قال فيها إن “تحرير محافظة البيضاء من الحوثيين يمثل أولوية لضمان أمن واستقرار المنطقة وتمكين أبنائها من إدارة شؤونهم بأنفسهم”، حسب زعمه، وذلك مع استمرار التوترات العسكرية في حضرموت والمهرة، وسط محاولات سعودية لإعادة فصائلها السلفية “درع الوطن” إلى حضرموت الوادي.
وبالتوازي مع الاتصالات الأمريكية، أرسل المجلس الانتقالي مندوبين عنه إلى الخارج لعقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين بهدف بناء علاقة وطيدة مع الكيان، وفق ما نقلته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية خلال الأيام الماضية، خصوصا بعد أن تقدم مرارا وتكرارا بعروض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كان آخرها في سبتمبر الماضي، خلال زيارته ضمن الوفد اليمني لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لتسويق أجندته الانفصالية، مما يشير إلى أن التطبيع يستخدم كغطاء لتمرير مشاريع السيطرة الاقتصادية والعسكرية على موارد اليمن وممراته البحرية، التي حظت سيطرة الانتقالي على احتياطات اليمن النفطية بوادي حضرموت بإشادة الخبير الإسرائيلي “آفي أفيدان”، الذي وصفها بأنها “إحدى العبقرية الاستراتيجية التي خلقتها الإمارات”.
ولهذا السبب، ظل يسوق رئيس الانتقالي “الزبيدي”، مع تصريحات مماثلة، لطارق عفاش”، التابع للإمارات، خلال خوض قوات صنعاء معكرتها ضد العدو الإسرائيلي، لما يسمى تأمين الملاحة البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر، وسط اهتمام إسرائيلي أمريكي أوروبي بتلك التصريحات ومواجهة قوات صنعاء التي كانت تخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دعما وإسنادا لأبناء غزة خلال معركة طوفان الأقصى، الأمر الذي اعتبره الخبير الإسرائيلي “أفيدان” تحولا كبيرا للقوات البحرية الإسرائيلية مع حلفائها في البحر الأحمر.
وبالرغم من تصريحات “الزبيدي” للتطبيع مع “إسرائيل”، لم يصدر عن رئيس وأعضاء “مجلس القيادة” والحكومة التابعة للتحالف، وكذلك السعودية بما في ذلك النخب السياسية والدينية في حزب الإصلاح والجماعات السلفية، أي موقف واضح يحدد رفضهم لإعلان “الزبيدي” بشأن التطبيع مع إسرائيل، باعتباره شريكًا في ما يسمى “الشرعية اليمنية” التي أفرزتها مشاورات الرياض أبريل 2022م، التي أطاحت اللجنة الخاصة السعودية حينها بـ”عبدربه منصور هادي”، التي ظلت تدعي بأن الحرب على اليمن من أجل إعادة “شرعية هادي” إلى صنعاء، رغم ارتفاع حالة الاستياء والغضب الشعبي الواسع بين أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب على حد سواء، حيث لا يزال الشعور الوطني الرافض للتطبيع مع إسرائيل حاضرا بقوة.
لذلك، تؤكد قراءة التطورات في المحافظات الشرقية لليمن أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي هو من يرتب للمشهد العسكري في تلك المناطق، بهدف تعزيز سيطرة فصائل الانتقالي على تلك المناطق الغنية بالنفط والاستراتيجية الواقعة على بحر العرب. والاهتمام الأمريكي بحضرموت والمهرة طيلة السنوات الماضية، حيث نقلت قناة “الحدث” السعودية خلال فبراير 2023م، معلومات وفقًا لمصادر في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، تؤكد أن “واشنطن تحتفظ بقاعدتين تتبعان CIA في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف باليمن، إحدى القاعدتين تتمركز في مدينة المكلا، فيما لم تكشف عن القاعدة الأخرى التي يرجح أنها في العند بمحافظة لحج شمال عدن”.
وفيما يخص موقف الحكومة اليمنية في صنعاء على التطورات العسكرية في حضرموت والمهرة، علق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد ناصر البخيتي، بالقول: إن “المحافظات الجنوبية والشرقية تعيش واقع احتلال كامل، وكل محاولات هندسة هذا الواقع وشرعته لتقاسم الجغرافيا والثروة بين شركاء العدوان ووكلائهم لن تغير الحقيقة شيئا”، وأضاف في تصريحات حادة: “الشعب اليمني عازم على تحرير كل شبر من اليمن مهما كان الثمن”، ونشر تحذيرات نارية للسعودية والإمارات من “مفاجآت” قادمة إذا استمرت سياسة تمزيق اليمن.
على صعيد آخر، تصاعدت حدة الانقسامات بين رئيس “مجلس القيادة” رشاد العليمي” الذي غادر عدن الأسبوع الماضي إلى الرياض مع طاقمه الإداري، ونائبه “الزبيدي”، وسط اتهامات له خلال لقائه سفراء بريطانيا وفرنسا وأمريكا، بسيطرة الانتقالي على كافة المؤسسات الخدمية في حضرموت والمهرة، ضمن ما وصفه بـ “التصعيد الأحادي”، والسيطرة على معسكرات ومواقع المنطقة الأولى ومحور الغيضة بالمهرة، بل وتحدٍ مباشر لجهود التهدئة، حيث تشكل تحركات الانتقالي تهديدًا للمكاسب الاقتصادية”، وفق ما نقلته وسائل إعلامية موالية للتحالف.
وفي المقابل، تبدو التحركات العسكرية السعودية بسحب فصائلها السلفية المتطرفة “درع الوطن”، من عدن ولحج، ولودر في أبين والمهرة، إلى حضرموت الوادي، على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد الذي ينذر بمواجهات دامية، حيث تتداخل الصراعات المحلية والإقليمية والدولية مع بعضها البعض، بينما تطفو على السطح مشاريع تهدف إلى تمزيق اليمن وفق مشاريع انفصالية والتلويح المستمر للانتقالي بالتطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي يؤكد بأن ما يحدث بالمناطق الشرقية لليمن يندرج ضمن المشروع الصهيوني، مما يهدد بتمديد الصراع في تلك المناطق.
شهدت المحافظات الشرقية لليمن، منذ مطلع ديسمبر الجاري، تحركات عسكرية ودبلوماسية مكثفة في إطار صراع النفوذ بين أطراف محلية وإقليمية ودولية، تزامنًا مع توترات ميدانية متصاعدة في حضرموت والمهرة.
وكثفت القيادة المركزية للقوات الأمريكية اتصالاتها مع قيادات المجلس الانتقالي التابع للإمارات، عقب سيطرة فصائل الانتقالي على مديريات نفطية في حضرموت، والاستيلاء على مواقع ومعسكرات تابعة للمنطقة العسكرية الأولى التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة الموالية للتحالف.
وبررت فصائل الانتقالي تحركاتها بذريعة “تطهير” حضرموت والمهرة من عناصر إرهابية موالية لحزب الإصلاح، رغم أن قيادات الألوية في المنطقة تنحدر من حضرموت وأبين وشبوة.
وأفادت وسائل إعلام تابعة للانتقالي بأن الاتصالات الأمريكية ركزت على الجوانب العسكرية، مع التشديد على توجيه المعركة نحو قوات صنعاء.
وفي هذا السياق، أدلى رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي بتصريحات قال فيها إن “تحرير محافظة البيضاء من الحوثيين يمثل أولوية لضمان أمن واستقرار المنطقة وتمكين أبنائها من إدارة شؤونهم”، حسب زعمه، وذلك بالتزامن مع استمرار التوترات في حضرموت والمهرة، ومحاولات سعودية لإعادة فصائلها السلفية “درع الوطن” إلى وادي حضرموت.
وبالتوازي مع هذه الاتصالات، أرسل المجلس الانتقالي مندوبين إلى الخارج لعقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين بهدف بناء علاقات مباشرة مع الكيان، وفق ما نقلته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن هذه التحركات تأتي بعد عروض متكررة للتطبيع، كان آخرها خلال مشاركة الزبيدي ضمن الوفد اليمني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي، في إطار مساعٍ لتسويق الأجندة الانفصالية.
ويرى مراقبون أن التطبيع يُستخدم كغطاء لتمرير مشاريع سيطرة اقتصادية وعسكرية على موارد اليمن وممراته البحرية، خاصة بعد إشادة الخبير الإسرائيلي آفي أفيدان بسيطرة الانتقالي على احتياطات النفط في وادي حضرموت، واصفًا ذلك بـ“العبقرية الاستراتيجية التي خلقتها الإمارات”.
وفي السياق ذاته، برزت تصريحات متزامنة للزبيدي وطارق عفاش، التابع للإمارات، بشأن ما يسمى “تأمين الملاحة البحرية” في خليج عدن والبحر الأحمر، في وقت تخوض فيه قوات صنعاء مواجهات ضد العدو الإسرائيلي.
وحظيت هذه التصريحات باهتمام إسرائيلي وأمريكي وأوروبي، في ظل ما وصفه أفيدان بتحول في دور القوات البحرية الإسرائيلية وحلفائها في البحر الأحمر.
ورغم هذه التطورات، لم يصدر عن رئيس وأعضاء مجلس القيادة والحكومة التابعة للتحالف، أو عن السعودية، بما في ذلك النخب السياسية والدينية في حزب الإصلاح والجماعات السلفية، أي موقف واضح يرفض تصريحات الزبيدي بشأن التطبيع مع إسرائيل، رغم كونه شريكًا في ما يسمى “الشرعية اليمنية” المنبثقة عن مشاورات الرياض في أبريل 2022.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد حالة الغضب الشعبي الرافض للتطبيع في الشمال والجنوب.
وتشير قراءة التطورات إلى أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي يلعب دورًا رئيسيًا في ترتيب المشهد العسكري في المحافظات الشرقية، بهدف تعزيز سيطرة فصائل الانتقالي على المناطق الغنية بالنفط والمطلة على بحر العرب.
وفي هذا الإطار، كانت قناة “الحدث” السعودية قد نقلت في فبراير 2023 عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن واشنطن تحتفظ بقاعدتين تابعتين لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في مناطق خاضعة لسيطرة التحالف، إحداهما في المكلا، بينما يُرجح أن تكون الأخرى في قاعدة العند بمحافظة لحج.
وعلّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد ناصر البخيتي على التطورات، معتبرًا أن “المحافظات الجنوبية والشرقية تعيش واقع احتلال كامل”، محذرًا من أن أي محاولات لإعادة هندسة هذا الواقع “لن تغير الحقيقة”، ومؤكدًا أن “الشعب اليمني عازم على تحرير كل شبر من اليمن مهما كان الثمن”، مع توجيه تحذيرات للسعودية والإمارات من “مفاجآت” قادمة.
سياسيًا، تصاعدت حدة الخلافات داخل مجلس القيادة، حيث غادر رئيسه رشاد العليمي عدن إلى الرياض، وسط اتهامات للانتقالي بالسيطرة على المؤسسات الخدمية في حضرموت والمهرة، والاستيلاء على معسكرات المنطقة الأولى ومحور الغيضة، في ما وصفته وسائل إعلام موالية للتحالف بـ“التصعيد الأحادي” الذي يهدد المكاسب الاقتصادية.
وفي المقابل، تتزامن هذه التطورات مع تحركات سعودية لإعادة نشر فصائل “درع الوطن” في وادي حضرموت، ما ينذر بمرحلة جديدة من التصعيد والمواجهات، في ظل تداخل الصراعات المحلية والإقليمية والدولية، وتصاعد مشاريع انفصالية وتلويح متكرر من الانتقالي بالتطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي ينذر بتوسيع رقعة الصراع في المحافظات الشرقية.