المصدر الأول لاخبار اليمن

المهرة تصعد ضد أطماع الرياض في سفارات ومحافل دولية

خاص // وكالة الصحافة اليمنية // دخل الحراك الشعبي الذي تشهده محافظة “المهرة” منذُ أكثر من عام، في دائرة الاهتمام الدولي، وأصبح مخطط السعودية الرامي إلى بسط الهيمنة على البوابة الشرقية لليمن حقيقة مكشوفة أمام العالم، على الرغم من حملات التعتيم التي تعرضت لها المسيرات السلمية من قبل الإعلام السعودي والمطابخ التابعة للمحافظ التابع لحكومة […]

خاص // وكالة الصحافة اليمنية //


دخل الحراك الشعبي الذي تشهده محافظة “المهرة” منذُ أكثر من عام، في دائرة الاهتمام الدولي، وأصبح مخطط السعودية الرامي إلى بسط الهيمنة على البوابة الشرقية لليمن حقيقة مكشوفة أمام العالم، على الرغم من حملات التعتيم التي تعرضت لها المسيرات السلمية من قبل الإعلام السعودي والمطابخ التابعة للمحافظ التابع لحكومة هادي”راجح باكريت.

 

وخلال الفترة الماضية، سلطت عدد من الصحف الدولية، الضوء على الاحتجاجات التي تشهدها المحافظة في الأطراف الشرقية للبلاد وتمسك أهل بتراثهم وسيادة تراب وطنهم ضد الأطماع السعودية في المحافظة الاستراتيجية المطلة على البحر العربي.

 

وإلى جانب الاهتمام الإعلامي، دخل على خط الأزمة الاهتمام الرسمي في عدد من دول العالم التي تحققت من أن ما يجري في المحافظة ليس مكافحة التهريب المزعوم كما صوره الإعلام السعودي، وإنما مخططات لبسط النفوذ والهيمنة على ثروات وسواحل اليمن.

 

ومنذ وصول القوات السعودية إلى المهرة، نهاية 2017، تمنع حركة الملاحة والصيد في ميناء نشطون، كما حوّلت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية، ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.

 

وتعد المهرة ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة بعد حضرموت، ويوجد فيها منفذان حدوديان مع عُمان، هما صرفيت وشحن، وأطول شريط ساحلي في اليمن يقدَّر بـ560 كيلومترا، إضافة إلى ميناء نشطون البحري.

 

 المهرة في الصحافة الدولية

 

في الرابع من شهر “فبراير” الماضي، سلطت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية الضوء على الحصار الخانق الذي تفرضه القوات السعودية على المحافظة، بحجة منع عمليات التهريب.

 وأشارت الصحيفة إلى حالة اليأس المتزايد في صفوق سكان المهرة ولاسيما الغيضة عاصمة المحافظة، بالتزامن مع سيطرة السعوديين على اليمن.

 

وذكرت “تليغراف” أنه بالرغم أن ابتعاد الغيضة ومعظم مناطق المحافظة نسبيا عن الحرب، لكن السكان المحليين أكدوا في شهادتهم للصحيفة أنهم يعانون من حصار متزايد وخانق تفرضه السعودية.

وأوضح السكان أن الحصار السعودي يكبد المحلات التجارية خسائر فادحة، ويتسبب في نقص حاد في المواد الطبية بالنسبة للمستشفيات، فضلا عن منعها الصيادين بالمنطقة من مغادرة الشواطئ، وكسب قوت يومهم.

 

وبينما يزعم السعوديون أنهم يقومون بتمويل مشاريع كبرى في المحافظة، يقول السكان المحليون إن السياسات السعودية والقيود المشددة تقوم بقتل المهرة تدريجيا، وكل هذا باسم مكافحة التهريب.

من جانبه قال موقع “نون بوست” في تقرير سابق، إن وجود السعوديين في المهرة لم يكن منعًا للتهريب فقط كما اعتقد البعض بداية الأمر، خاصة بعد ما كشفته بعض الممارسات الميدانية للرياض عن نوايا غير طيبة تتنافى تمامًا مع ما أُعلن رسميًا، ما تسبب في تأجيج مشاعر الاحتقان والغضب لدى سكان المحافظة، ومن هنا كانت الاعتصامات والاحتجاجات التي عمت مختلف المناطق.

 

تراث المهرة ومخاطر الوجود السعودي

 

وتحدثت شبكة “بي بي سي” عن تزايد المخاوف في المهرة اليمنية، علي الهوية والخصوصية الثقافية للمنطقة مع تنامي الوجود السعودي فيها حيث تقود السعودية تحالفاً عسكرياً يدعم القوات هادي المنعزلة في الرياض في مواجهة الحوثيين في محافظات غرب وشمال ووسط اليمن.

 

 وبحسب الشبكة: رغم ان محافظة المهرة بعيدة عن دائرة الحرب، إلا أنها تشهد منذ أشهر احتجاجات واعتصامات ضد توسع النفوذ السعودي أمنياً وعسكرياً بحجة محاربة عمليات تهريب السلاح من إيران إلى حلفائها الحوثيين عبر المهرة.

وقد ازدادت حدة الاحتجاجات بعد مقتل اثنين من المتظاهرين وجرح آخرين في منطقة الانفاق قبل ثلاثة أسابيع.

ويقول المحتجون إن القوات السعودية أطلقت عليهم الرصاص.

 ويصف وكيل محافظة المهرة الأسبق “علي الحريزي” الوجود السعودي بالاحتلال ويعتبره تهديدا لهويتهم الثقافية.

 

ويقول الحريزي لبي بي سي إن أبناء المهرة يدافعون عن سيادتهم و أرضهم”لقد خرجت السعودية عن أهداف التحالف وصارت دولة محتلة، ولذلك نحن نعتبر أن السعودية والجيش السعودي غزاة المهرة.”

 ويتوعد الحريزي باستمرار الاحتجاجات “حتى يتحقق رحيل آخر جندي سعودي”. ويقول الحريزي: “نحن في المهرة لدينا هوية خاصة ولغة قديمة…الطفل يدخل المدرسة يتعلم العربية و لاينطق باللغة المهرية، لذلك نطالب باقليم مستقل.”

 

 وتابع قائلا : “نعم ، هناك تهديد سعودي إماراتي للهوية الثقافية المهرية والسقطرية. وهناك عمل ممنهج في سقطرة وفي المهرة لطمس هذه الثقافة وهذه الهوية.

 ونحن نناشد العالم وكل منظمات حقوق الانسان في العالم أن تقف مع هذا الشعب المظلوم.

 

 ملف المهرة والاهتمام الدولي

 خلال الشهرين الماضيين، اتجهت قيادات شبابية في لجنة اعتصام المهرة، نحو نقل الحراك الشعبي السلمي الذي تشهده المحافظة إلى المجتمع الدولي بعد فشل حكومة بلادهم في إيقاف التوغل السعودي في محافظتهم.

 ويرى مراقبون أن اختيار فريق من لجنة الإعتصام يتكفل بتعرية الوجود السعودي في المحافل أمر مهم من أجل إيصال الحقيقة للعالم والمنظمات الحقوقية عن الحصار الذي تفرضه السعودية على المحافظة البعيدة عن الحرب.

 

وبدء القياد في لجنة الإعتصام “أحمد بلحاف” بالتحرك خلال الأيام الماضية في عدد من بلدان العالم لإثارة ملف المهرة وتعرضها للحصار من قبل السعودية وانتهاك سيادتها وحقوق ابناءها وممارسة دور المستعمر في أرضهم وترابهم.

 والتقى “بلحاف” بالمسؤول السياسي في السفارة البريطانية لدى اليمن، السيد أشتياق غفور، في خطوة وصفها أبناء المحافظة بـ”الهامة”؛ لنقل ملف الاعتصام الى المجتمع الدولي.

 

 وفي اللقاء، استعرض أحمد بلحاف، الصورة الحقيقية، وآليات وأهداف الاعتصام السلمي لأبناء محافظة المهرة.. موضحا أبرز القضايا والانتهاكات التي تحدث في محافظة المهرة، من قبل الجانب السعودي وأدواته، لافتا إلى ما “يحدث من اختلالات أمنية؛ بسبب تجاوز مؤسسات الدولة “.

 وعبر بلحاف عن أسفه، أن تتحول محافظة المهرة إلى ساحة للمليشيات والمتطرفين والخارجين عن القانون، وبدعم دولة كان يعتبرها أبناء محافظة المهرة شقيقة، في اشارة للمملكة العربية السعودية.

وأوضح أحمد بلحاف، أن ابناء محافظة المهرة أجمعوا على أن يكون الاعتصام السلمي هو الخيار الأنسب للتعبير عن الرأي، وتحقيق أهداف الاعتصام، والمتمثل بـ”ايقاف معسكرات المليشيا التي تدعمها السعودية”. وأكد أن “السبب الرئيس في جر المحافظة إلى عدم الاستقرار”.

 وأضاف القيادي في اعتصام المهرة، خلال اللقاء، أن مطالب معتصمي المحافظة كذلك، “رفع الضغط عن الحكومة الشرعية؛ للعودة من أجل ممارسة دورها القانوني من داخل البلاد، عبر مؤسساتها الشرعية”.

 

 إشادة بالاعتصام السلمي في المهرة

من جهته، أوضح المسؤول السياسي في السفارة البريطانية لدى اليمن، السيد أشتياق غفور، أن الدور البريطاني في دعم السلام حاضرا، مشيرا إلى أن “هناك تحركات من أجل ان تكون اليمن في وضع هادئ ومستقر، خالياً من الحرب والاقتتال”.

 وأشار السيد غفور، خلال اللقاء إلى أن بريطانيا تتمتع بعلاقة ممتازة وطيبة مع جميع الأطراف في الخليج واليمن، ومن خلال ذلك تحاول بريطانيا جاهدة أن توجد طريقا للحل في أسرع وقت، من أجل تحقيق السلام في اليمن.

 

 وأشاد السيد اشتياق بالاعتصام السلمي لأبناء المهرة. وقال: “إن أي عمل سلمي للتعبير عن الرأي شيء رائع، و هذا  تكفله القوانين والدساتير التي تحترم حرية الرأي والتعبير”.

وأكد في هذا الصدد، أن محافظة المهرة، هي محافظة بعيده عن الأطراف المتحاربة؛ ولذلك نرى أنه لا مبرر لأي تصعيد عسكري  يجر المحافظة الى نزاعات وعدم الاستقرار”.

وأوضح السيد اشتياق، “أن أبناء محافظة المهرة، نلمس من توجهاتهم أنهم يميلون الى الدولة الاتحادية، والى السلم دائما. مؤكدا حرص بريطانيا على أن تسمع جميع الاطراف؛ للوصول الى حل مناسب ينهي المشكلة في اليمن”.

 

 ويرى مراقبون، أن الاعتصام السلمي لأبناء محافظة المهرة، بدأ يحظى باهتمام إقليمي ودولي، حيث يعد هذا اللقاء هو الثاني من نوعه، خلال شهر يونيو الجاري على المستوى الدولي.

 وفي منتصف شهر يونيو الجاري، شارك ممثل الاعتصام السلمي بالمهرة، الاستاذ أحمد بلحاف، في ورشة عمل حول مستقبل اليمن في العاصمة الفنلندية هلسنكي، والتي أقيمت برعاية منظمة مبادرة ادارة الازمات (CMI) الفنلندية.

 

 حيث عقدت الورشة، بحضور سفيرة الاتحاد الاوروبي، انتونيا كالفوبيورتا، والتي استعرض معها القيادي في اعتصام المهرة، أحمد بلحاف، ملف الاعتصام السلمي لأبناء المحافظة، وأبرز الأهداف التي تتطلع اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي في المهرة، الى تحقيقها عبر برامجها وأنشطتها السلمية، بمختلف مديريات محافظة المهرة.

 

تقرير#المهرة بوست

قد يعجبك ايضا