المصدر الأول لاخبار اليمن

الكوليرا يفتك بطبيب كرس سنواته الأخيرة لمواجهة الوباء.. موجة جديدة تضرب اليمن

قصة / عبدالقادر عثمان / وكالة الصحافة اليمنية // خلال العامين الماضيين، كرس الدكتور محمد عبدالمغني، أحد أشهر أطباء الأطفال في اليمن، الكثير من وقته للعمل في مركز علاج حالات الإسهال المائي (الكوليرا) في مستشفى السبعين إلى جانب عمله الرئيسي في مستشفى الثورة في العاصمة اليمنية صنعاء.   لم يكن الدكتور محمد يعلم أن المرض […]

قصة / عبدالقادر عثمان / وكالة الصحافة اليمنية //


خلال العامين الماضيين، كرس الدكتور محمد عبدالمغني، أحد أشهر أطباء الأطفال في اليمن، الكثير من وقته للعمل في مركز علاج حالات الإسهال المائي (الكوليرا) في مستشفى السبعين إلى جانب عمله الرئيسي في مستشفى الثورة في العاصمة اليمنية صنعاء.

 

لم يكن الدكتور محمد يعلم أن المرض الذي ظل يواجهه، محاولاً إنقاذ أرواح مئات المصابين، سيودي بحياته، إذ ساهم في علاج آلاف الحالات وتدريب وإرشاد العاملين الصحيين حول إدارة حالات الكوليرا.

 

قبل ثلاثة أيام، أصيب الطبيب عبدالمغني بالإسهال، اشتبه الأطباء في المركز أنه مصاب بالكوليرا غير أنه حاول إقناعهم أن حالته الصحية طبيعية وتتماثل للشفاء، لكن المرض كان أسرع بطشاً من محاولة إقناع زملائه له بإخضاعه للعلاج.

 

موجة جديدة


الكوليرا الذي أصاب اليمن خلال العام 2017، كأسوأ موجة أصابت البلد، والتي أسفرت عن وفاة أكثر من 2500 شخص من بين أكثر من 1.2 مليون مصاب خلال 2017، عاد منذ مطلع العام الجاري للانتشار، مسجلاً أعلى نسبة تفشي في مارس/ آذار الجاري بتقدير 2000 حالة اشتباه لكل أسبوع، كما هو مسجل لدى وزارة الصحة في صنعاء وبحسب تأكيدات منظمة أطباء بلا حدود في تقريرها الصادر الأسبوع الماضي.

 

ووفقاً لمنظمة الصحة العلمية فإنه “منذ بداية 2019 وحتى 17 مارس/ آذار، تم الإبلاغ عن ما يقرب من أكثر من مئة وعشرة آلاف حالة اصابة بالإسهال المائي الحاد الشديد والكوليرا المشتبه فيها، مع ما يقرب من 200 حالة وفاة، ثلث الحالات المبلغ عنها أطفال دون الخامسة”.

 

يقول الصحافي المهتم في بالوضع الصحي في اليمن، صادق الوصابي في منشور على صفحته في “فيسبوك”: “في كل مرة أزور فيها المركز، أجد الدكتور عبدالغني يعمل دون توقف في جميع أقسام وممرات المركز المكتظة بالمرضى، وكنت أشاهد الأطقم التمريضية وهي تلجأ إليه لتستشيره حول كيفية التعامل مع بعض الحالات الشديدة”.

 

ويضيف: “تُوفي الدكتور بذات المرض الذي قرر مكافحته وعلاج الناس والأطفال منه، ذات المرض الذي أخذ من وقته وجهده وصحته وأخيراً حياته”.

 

تجاهل قاتل


ويعد الكوليرا وباءً قاتلاً خلال ساعات فقط من الإصابة به إذا لم يتم مكافحته في المراكز المخصصة لذلك من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.

 

يقول الدكتور يوسف الحاضري – المتحدث الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان – إننا حين “نسمع عن حالة وفاة أو إصابة شخص بمرض الكوليرا فإننا نقول أن غالبية هؤلاء المصابين أو المتوفين لم يتفاعلوا بكل جدية مع النصائح والإرشادات والتوعية والتثقيف التي تنشرها هذه الأيام كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإعلام الإلكتروني”، ويضيف  في حديث لـ”وكالة الصحافة اليمنية “إن لا مبالاتهم هذه تتسبب بإصابتهم أو بوفاتهم أو بإصابة ووفاة أبنائهم”.

 

وشدد الحاضري على ضرورة توخي الجدية في استيعاب الإرشادات الوقائية من مرض الكوليرا التي يتم بثها باستمرار عبر جميع وسائل الإعلام، وضرورة نقلها للأهل والجيران للحماية من المرض.

 

وأكد متحدث الصحة أن تدمير التحالف للبنية التحتية خاصة الصحية والبنية المائية والصرف الصحي أدت إلى ظهور أوبئة كانت قد اختفت في السابق وانتشرت بشكل كبير جداً وعلى رأسها مرض الكوليرا والمرتبط بشكل كبير جدًا بالمياه والصرف الصحي والبيئة وتجمعات المخلفات.

 

وخلال الأربع سنوات الأخيرة شن دول التحالف  حربها على اليمن مستهدفة كافة القطاعات بما فيها القطاع الصحي، وأطلقت مئات المستشفيات والمراكز الصحية نداءات استغاثة للأمم المتحدة بعد انهيار المنظومة الصحية في جميع المحافظات، كما استهدف التحالف آبار وخزانات المياه، وهو ما أدى – مع الحصار – إلى خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

قد يعجبك ايضا