المصدر الأول لاخبار اليمن

يمنيات يستعرضن أدوات كيميائية للحد من الجريمة

وكالة الصحافة اليمنية..تقرير خاص..

في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها اليمن منذ أواخر مارس 2015 يبرز إلى واجهة الإبداع شباب يحاولون أن يزرعوا الأمل من جديد في كل طرقات البلاد.

فهذه مجموعة من طالبات كلية التربية بجامعة صنعاء (أنوار غليس، خديجة اللهبي، نجلاء عبدالوهاب وهالة محرم) يستعرضن  في المعرض الكيميائي الأول الذي أقيم قبل يومين في الكلية كيف يمكن الاستفادة من الكيمياء الجنائية في التحقيقات والكشف على الجرائم.

 حيث أن مسرح الجريمة يحتوي على عدة دلائل مهمة تعمل على إيصالنا إلى نهاية التحقيق والكشف عن المجرم.. ك(كيمياء الدم)، إذ يقوم الكيميائي الجنائي بأخذ عينة من الدم وأخذها إلى المعمل الجنائي، وعليه يقوم الجهاز بإظهار شريط الـ DNA الذي يتكون من أربع قواعد نيتروجينية كيميائية هي “سايتوسين، جوانين، أدنين وثايمين”وتختلف هذه القواعد في ترتيبها من إنسان إلى أخر وبهذا يكون لكل شخص شفرة وراثية خاصة به وعند مطابقة هذه العينة مع المعلومات المحفوظة في جهاز الحاسوب تكشف بهذه الطريقة هوية القاتل وهوية المقتول كلا على حدة.

مخلفات نارية

بالإضافة إلى أنه يمكن الإستفادة من “مخلفات الإطلاق الناري” من خلال طلقة السلاح الناري والتي تحتوي على عدة مواد كيميائية من أهمها “الرصاص والأنتيمون” فعند إطلاق القاتل للطلقة النارية تتصاعد عدة أبخرة تحتوي على مركبات هذه المواد مثل (الأكاسيد) فتلتصق هذه الأبخرة بكفي القاتل وملابسه وعندما يشتبه المحققون بهوية القاتل يقومون برفع هذه الأبخرة بعدة طرق من أهمها “لواصق الكربون” حيث نأخذ عينة من هذه الأبخرة من الأماكن الملتصقة بالمشتبه به وتؤخذ إلى المعمل الجنائي وتوضع في جهاز (المجهر الإلكتروني الماسح) فيعمل على إظهار الطيف الإلكتروني لجزء من بقايا معادن الإطلاق الناري وعند مطابقتها مع العينات الموجودة في مسرح الجريمة ستتطابق مع هوية القاتل وهنا ينتهي التحقيق.

كيمياء البصمات

وتلعب “كيمياء البصمات” دورا مهما أيضا فلكل إنسان بصماته الخاصة به، وعندما يترك القاتل بصماته على سلاح الجريمة يقوم الكيميائي الجنائي برفع هذه البصمات بعدة مواد كيميائية منها (مسحوق الفضة، مسحوق النحاس، مسحوق الذهب، سيانو أكريلات)ولكل مادة لون معين عند وضعها على مكان البصمات، ثم تؤخذ إلى المعمل الجنائي ويتم الكشف عن البصمة بواسطة الـ DNA كما  في عينة الدم وبهذا يكشف على بصمات الجاني أو بصمات المقتول إن وجدت.

وأضافت (أنوار غليس) أثناء شرح المعمل الجنائي: “أن “كيمياء الومينول”  – وهو مركب كيمياء لونه أبيض مائل إلى الصفرة – هذا المركب يقوم بكشف مكان وجود الدم حتى بعد مسحه.. وعند إضافة هذا المركب لملابس أو مكان يشتبه أن يكون هناك دم تم مسحه، حيث يظهر ضوء أزرق فسفوري  وهذا دليل على وجود الدم في هذا المكان”.

كيمياء الحريق

وقالت (غليس): “بعد تجهيز واستخلاص العينات من مسرح الحادث تأتي مرحلة تحليل بقايا مخلفات الحريق من أجل التعرف على المكونات الموجودة في مسرح الحادث و ما إذا كانت من البنزين (الجازولين ) أو الديزل أو الكيروسين أو من مركبات هيدروكربونية أخرى ثقيلة كانت أم متطايرة، وتحقيق مدى ارتباط ذلك مع نتائج التحقيق الفني في مسرح الحادث” وهذه هي كيمياء الحريق.. حيث يمكن إجراء الكشف الآلي للعينات باستخدام عدد من الأجهزة التحليلية منها 《 الكروماتوجرافيا الغازية (GC) و الكروماتوجرافيا الغازية المرتبطة بمطياف الكتلة (GC-MS)  و الكروماتوجرافيا الغازية المرتبطة بمقدر التأين اللهبي  (GC-FiD )》

من جانبها قالت (خديجة اللهبي)  عن كيمياء المتفجرات: “من المعروف أن بقايا المواد المتفجرة تحتوي على بعض الأنيونات و الكتيونات مثل النترات و الفوسفات والصوديوم)  التي يمكن استخدامها كمواد مؤكسدة.. لذا يهدف الكشف عن هذه المواد إلى معرفة ما إذا كانت عند المستوى الطبيعي لها أم لا، حيث أن وجود مثل هذه المواد فوق المستوى الطبيعي يشير إلى أن الأشتباه وهذا يعتبر دليلا على أن التفجير عمدا… وتكون طرق فحص المتفجرات في المعمل باستخدام عدة كواشف منها كاشف جريس و كذلك باستخدام تقنيات الفصل الكروماتوجرافي.

شظايا الزجاج

وفي سياق الشرح المفصل للمعمل الجنائي أضافت (اللهبي)

قائلة: “يعتبر  الزجاج من أهم الأدلة في مسرح الجريمة

التي تدلنا على الجاني .. إذ يتم جمع العينات من مسرح الحادث وتنظيفها بواسطة المجاهر الضوئية، وفي المعمل يتم جمع  شظايا الزجاج المحرزة من ملابس المشتبه به أو حذائة أو شعره و شظايا من عينات الزجاج التي جمعت من مسرح الحادث و تتم المقارنة بينها بعده طرق أهمها المقارنة بواسطة معامل الانكسار للزجاج فإذا تساوى معامل الانكسار للعينتين فإن المشتبه به هو الجاني.

 وأضفن الطالبات أن “كيمياء الطلاء” من التطبيقات المهمة في الكيمياء الجنائية حيث يمكن الإستفادة منها كأدلة وشواهد في مجالات واسعة من القضايا الجنائية كسرقات المنازل وحوادث السيارات .. إذ تهدف إلى البحث عن مدى ارتباط العينات الموجودة في مسرح الحادث مع العينات المشتبه بها.

تربة كيميائية

واختتمن الطالبات شرح المعمل بالحديث عن “كيمياء التربة”  دليلا ماديا في موقع الجريمة على أساس مقارنة التربة  أو (الطين الجاف) العالق على ملابس أو أحذية أو مركبة المشتبه به مع عينات التربة في مسرح الحادث .. وهذا يؤدي إلى توقع وجود علاقة بين الشخص المشتبه به و موقع الجريمة.

وقد أشاد عميد الكلية عبدالله النهاري بجهود الطالبات وبراعة شرحهن وإبداعهن متمنيا لهن التوفيق في حياتهن العلمية.

 بمثل هذه العقول تبنى الدول وتنهض الشعوب إذا وجدت من يتبناها ويعمل على تطويرها حتى تصبح الأفكار واقعا والخيال حقيقة ويصبح الأمن ملموسا في طريق الحد من الجريمة، فالكيمياء الجنائية هي الأساس في التحقيق والكشف عن الجرائم، وهؤلاء المبدعات هن كيمياء الحياة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com