المصدر الأول لاخبار اليمن

خدع “بهلوانية” في مجلس الأمن تلهي العالم عن حقيقة الوضع في اليمن

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية// اعتاد مجلس الأمن في جلساته حول قضية اليمن على خدعة الفصل بين المسارين العسكري والانساني في اليمن ، وذلك عبر ابتكار الملف الانساني ، والنظر إلي ذلك الملف بمعزل عن حرب  دول التحالف ضد اليمن ، وكأن الكارثة الإنسانية في اليمن ولدة من رحم العدم ، وليست نتيجة للحرب والحصار، […]

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية//

اعتاد مجلس الأمن في جلساته حول قضية اليمن على خدعة الفصل بين المسارين العسكري والانساني في اليمن ، وذلك عبر ابتكار الملف الانساني ، والنظر إلي ذلك الملف بمعزل عن حرب  دول التحالف ضد اليمن ، وكأن الكارثة الإنسانية في اليمن ولدة من رحم العدم ، وليست نتيجة للحرب والحصار، واضافة إلى ذلك، يمارس مجلس الأمن ، مجموعة من الألعاب اشبه بتلك التي يقوم بها مهرجو السرك لإلهاء الجمهور بين كل فقرة وفقرة من عروض السيرك.

ورغم أن كل المنظمات الحقوقية والانسانية شددت على أنه لايمكن حل الأزمة الانسانية في اليمن ،إلا من خلال انهاء الصراع العسكري ، وأن أي حلول خارج تلك المعادلة يعد بمثابة تضيع للوقت على حساب ارواح المدنيين والابرياء في اليمن.

 العاب الحاوي لإلهاء العالم

ويرى محللون سياسيون أن مجلس الأمن يتعمد ممارسة ذلك العزل بين الوضع الانساني والحرب ، مسايرة للتوجه الأمريكي من جهة ، ولمحاولة التخفيف من تأنيب الضمير الناجم عن التواطؤ مع التحالف عبر الاهتمام الثانوي بمعالجة الأزمة الانسانية في اليمن، إلى جانب ان ابتكار “لعبة”  الملف الانساني في اليمن  يأتي لمحاولة التغطية على القصور الواضح في اداء مجلس الأمن تجاه الوضع في اليمن ، من خلال “ذر الرماد في العيون” بما يحافظ على الدور الشكلي لهيئات الأمم المتحدة وايهام العالم بأنه لا يزال هناك مؤسسات دولية تعنى بحفظ العلاقات بين الدول وحفظ القانون الدولي و الانساني.

فرض المفاهيم .. خدعة الحرب “الأهلية”

بينما تنصب كل المفاهيم المتداولة في مجلس الأمن على تكريس مفهوم أن الحرب في اليمن هي (حرب اهلية) دون ذكر دول التحالف رغم انها الفاعل الرئيسي للحرب ، بهدف تقديم فهماً مغلوطاً عن الحرب في اليمن  لاطالة امد الصراع ، ومنح التحالف الفرصة والوقت الكافي لتنفيذ المخططات الاستعمارية في اليمن.

 

حيث يقول المحللين الساسيين أن مجلس الأمن يأخذ المزاعم (الأمريكية – السعودية) على انها حقائق فوق الشبهات  حول التدخل “الايراني” في اليمن ، مع أن طيران التحالف هو من يرتكب مجازر الإبادة الجماعية ضد اليمنيين، و لايوجد طائرة ايرانية أو أي قوة ايرانية تقصف  في اليمن.

ويرى محللون انه إذا كان مجلس الأمن مجبر على التعاطي مع المزاعم التي يسوقها التحالف ضد اليمن، دون أن يفكر احد في مطالبة التحالف بإثبات صدق حججه ، أو ما اذا كانت تلك الذرائع تصلح لأن تكون سبباً لإبادة شعب بكامله قصفاً وحصار؟ بينما المطلوب من اليمن – في اطار هذا الواقع الجنوني –  أن تثبت أن ذرائع التحالف مجرد اوهام وليست حقيقية  !؟

في حين  يتساءل الكثيرين ” لماذا لا يشكل مجلس الأمن مثلاً لجنة للتحقق من صدق ادعاءات التحالف بتهريب الصواريخ الإيرانية إلى اليمن؟

وما  المطلوب من اليمن  لتثبت أنها ليست امتداد لايران؟

 الدائرة المغلقة

سيقدم المبعوث الدولي مارتن جريفيت احاطة جديدة امام مجلس الأمن غداً، والتي تليها احاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة حول الكارثة الانسانية، لتعود قضية اليمن كما هي العادة إلى  نفس الدائرة المغلقة ، ويرى محللون سياسيون أن جهود المبعوث الدولي مارتن جريفيت لن تتمكن من الخروج عن المسار الذي رسمه “الحاوي”  الأمريكي في قضية اليمن، نظراً للإعتماد الاعمى على الحجج  التي ابتدعها التحالف في مجلس الأمن لتمرير مشاريع تفتقر للغطاء القانوني والاخلاقي ضد اليمن  .

والتي يقتصر اداء مجلس الأمن فيها على الدوران حول تلك المزاعم منذ ثلاثة اعوام وثلاثة اشهر، دون أن يوجد هناك في الدول الأعضاء بمجلس الأمن من يكلف نفسه عناء النظر للوضع في اليمن بشكل موضوعي ، وبحسب عدد من المراقبين فإن الدول الدائمة العضوية لاترى أي مصالح لها في اعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي في اليمن ، “تاركة الحبل على الغارب” للولايات المتحدة لتصنع في اليمن ما تشاء، دون اعتراض.

 

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com