في وقتٍ تزداد فيه معاناة سكان قطاع غزة جراء العدوان والحصار، تتكشف يومًا بعد يوم ملامح فشل الجهود الدولية، والخطط الأمريكية، في إيصال المساعدات الإنسانية، وسط اتهامات مباشرة للاحتلال الإسرائيلي باستخدام “سلاح التجويع” لإخضاع أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
بعد فشل ميناء بايدن.. مخطط خطير لإدارة التجويع
قبل تولي ترامب السلطة فشل مشروع “ميناء بايدن العائم”، الذي روّجت له الإدارة الأمريكية كحل عاجل لإدخال المساعدات إلى غزة، وأثبت عجزه في تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، بزعم “عراقيل ميدانية فلسطينية وقيود أمنية إسرائيلية”.
بينما أثار الفشل الذريع الذي تعرض له المخطط الأمريكي ـ الإسرائيلي، في اليوم الأول من تنفيذه، وما رافقه من عمليات اعتقال للمواطنين الفلسطينيين، الكثير من الشكوك حول الآلية المزعومة لـ”توزيع المساعدات”، التي طُرحت بتنسيق أمريكي- إسرائيلي، وتواجه انتقادات من منظمات دولية ومحلية لاستبعادها مؤسسات الإغاثة الفلسطينية والأمم المتحدة من عملية التوزيع.
منظمة دولية: عسكرة المساعدات تهدد حياد العمل الإنساني
حذرت منظمة دولية تعنى بحقوق الإنسان من خطورة “عسكرة المساعدات”، حيث باتت قوافل الإغاثة تمنع من دخول غزة، بينما يعتقد مراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء منع دخول المساعدات، إلى فرض المخطط الجديد باسم “توزيع المساعدات” أمرا واقعا لا يمكن لملايين الجياع في غزة تجاوزه، بما يتيح للاحتلال الإسرائيلي تحقيق أهداف أمنية وعسكرية عجز عن تنفيذها على مدى 19 شهرا من العدوان على غزة، إلى جانب الضغط على أبناء غزة للتواجد في معسكرات اعتقال في منطقة توزيع المساعدات المزعومة في رفح تمهيدا لتنفيذ مخطط تهجير أبناء غزة.
العجرمي: توقف كل المخابز وسط غزة
في تصريح خطير، أكد النائب الفلسطيني أشرف العجرمي أن “جميع المخابز في وسط قطاع غزة توقفت عن العمل بسبب نفاد الطحين والمحروقات”، مما يعني حرمان مئات الآلاف من وجبتهم الأساسية اليومية.
شرطة غزة: الاحتلال يسعى لإحلال الفوضى عبر التجويع
من جهتها اتهمت السلطات الأمنية في غزة، الاحتلال الإسرائيلي بـ”السعي المتعمد لإحلال الفوضى عبر تجويع السكان”، مؤكدة أن قوات الاحتلال تمنع توزيع الطحين والمساعدات، وتستهدف نقاط توزيع الغذاء بشكل متكرر.
الأونروا: تدفق المساعدات هو الحل لتفادي الكارثة
في بيان صدر مؤخرًا، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن “تدفق المساعدات إلى غزة دون انقطاع هو السبيل الوحيد لتفادي كارثة إنسانية”، مشيرة إلى أن القطاع يواجه خطر المجاعة الشاملة إذا استمر الحصار.
الاحتلال يمنع توزيع الطحين ويعطل جهود الإغاثة
وثقت منظمات فلسطينية ودولية منع الاحتلال توزيع الطحين في مناطق واسعة من قطاع غزة، بل ومصادرة بعض الشحنات، ما أدى إلى ازدياد حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
سلاح التجويع… جريمة حرب تُرتكب في وضح النهار
يرى حقوقيون أن ما يجري في غزة يتجاوز المبادئ الأخلاقية والإنسانية بل يدخل في نطاق “جرائم الحرب”، حيث يستخدم الاحتلال الغذاء والماء كأدوات ضغط من أجل تهجير الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
وفي ظل غياب موقف دولي حازم، وتواطؤ عربي وعالمي لعسكرة الإغاثة، تبقى المساعدات لغزة صعبة المنال، فيما يحاصر الموت سكان غزة. ويبقى السؤال: هل يكفي الصمت الدولي لتغطية جرائم الإبادة الجماعية بما فيها استخدام جريمة التجويع؟