المصدر الأول لاخبار اليمن

المجاعة في غزة تنهش بطون أكثر من 17 ألف طفل

غزة/وكالة الصحافة اليمنية//

في تحذير طبي شديد اللهجة، كشف مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، عن تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، مؤكدًا أن المستشفيات تعيش “أسوأ مراحلها على الإطلاق”، في ظل تفشي المجاعة وسوء التغذية، وسط نقصٍ كارثي في الدواء والغذاء، وانعدام الحليب والمكملات الغذائية للأطفال.

وقال أبو سلمية في تصريحات صحفية، إن السعة السريرية في مجمع الشفاء تجاوزت 250%، وسط تكدّس المرضى وغياب أدنى مقومات الرعاية، مشيرًا إلى وفاة 154 شخصًا حتى الآن بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 89 طفلاً، في حصيلة مرشحة للارتفاع “كل ساعة”.

وأضاف: “الوضع خارج عن السيطرة، أطفالنا يذوون أمام أعيننا، والوفيات تتسارع مع اشتداد الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، فيما لا نملك شيئًا لإبقاء الأطفال الخدّج على قيد الحياة”.

وأوضح أن أكثر من 17 ألف طفل في القطاع دخلوا بالفعل في مرحلة سوء التغذية التام، في وقتٍ تعاني فيه مستشفيات الأطفال من ازدحام شديد ونقص حاد في الغذاء والدواء والحليب العلاجي.

أطفال غزة لا يستطيعون الصمود

أشار مدير مجمع الشفاء إلى أن الأطفال “لا يحتملون الجوع لفترات طويلة كما الكبار”، وهم الفئة الأكثر هشاشة وتعرضًا للأمراض. وتابع: “نستقبل يوميًا ما لا يقل عن 10 حالات تعاني من الإغماء وفقدان التركيز بسبب سوء التغذية، بينهم مراهقون وشباب في عمر 13 عامًا وما فوق”.

ولفت إلى أن نحو 90% من سكان القطاع لا يتلقّون الغذاء يوميًا، بينما تعاني 12% من الحالات الوافدة للمستشفيات من سوء تغذية حاد، مؤكدًا أن “المعاناة لا تنتهي بإنقاذ المريض من الإصابة، بل تبدأ رحلة أخرى من الألم بسبب غياب العلاج والتغذية اللازمة لتعافيه”.

الأمل في الحياة يتضاءل

في مشهد يعكس عمق المأساة، أكد أبو سلمية أن بعض العائلات الغزية بدأت تلجأ لاستخدام الأعشاب البرية في محاولات يائسة لسد رمق أطفالها، مضيفًا: “إن لم تُفتح المعابر وتدخل المساعدات فورًا، ستكون هناك مجزرة جماعية بسبب الجوع”.

وحذّر من انهيار صحي شامل مع استمرار غياب الأغذية العلاجية، وموانع الاحتلال لإدخال محاليل الجلوكوز والمكملات الغذائية عالية الطاقة والبروتينات الضرورية، مشددًا على أن الوضع في القطاع لا يحتمل أي تأخير في التدخل الإنساني.

الإجلاء الطبي والإنقاذ الفوري

طالب مدير المجمع الصحي بضرورة توفير عمليات إجلاء طبي عاجلة للحالات الحرجة، خاصةً ممن يعانون من إصابات دماغية وكسور في العمود الفقري، أو يحتاجون إلى عمليات معقدة وتقنيات غير متوفرة في غزة.

كما دعا إلى توفير الأدوية والمكملات الغذائية، والحليب العلاجي للأطفال، والمحاليل الوريدية والأغذية المخصصة للمرضى والمصابين، مؤكدًا أن استمرار منع دخولها هو “جريمة حرب مكتملة الأركان”.

أونروا.. سوء التغذية تضاعف بين أطفال غزة

وفي السياق ذاته، كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أعلنت مؤخرًا أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف بين شهري مارس ويونيو الماضيين، بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق والمستمر منذ أكثر من 150 يومًا.

وأشارت إلى أن القطاع بحاجة ماسة إلى 600 شاحنة إغاثية يوميًا، تشمل المواد الغذائية والطبية والوقود، بالإضافة إلى 250 ألف علبة حليب شهريًا لإنقاذ حياة الرضّع.

نحو كارثة جماعية

في ختام حديثه، شدّد أبو سلمية على أن الحل الوحيد لإنهاء الكارثة يتمثل في كسر الحصار فورًا وفتح المعابر دون شروط، مع تحميل الاحتلال كامل المسؤولية عن سياسة التجويع الممنهجة التي يدفع ثمنها الأبرياء، وخاصة الأطفال.

وقال: “لا نملك الوقت.. كل ساعة تمرّ تُزهق فيها أرواح جديدة، والسكوت على هذه المجاعة هو تواطؤ مع القتل الجماعي البطيء”.

قد يعجبك ايضا