في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة ضد سكان قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال “الإسرائيلي” استهداف الأبراج السكنية وتحويلها إلى أنقاض، في مشهد يتكامل مع سياسة القتل والحصار والتجويع ، في محاولة لاقتلاع سكان غزة من جذورهم عبر التهجير القسري وتجريدهم من مقومات الحياة الأساسية .
مخطط تهجير قسري ممنهج
ورداً على ادعاءات الاحتلال “الاسرائيلي” نفى المكتب الاعلامي الحكومي في غزة جملةً وتفصيلاً، الأكاذيب والمزاعم التي يروجها الاحتلال “الإسرائيلي” لتبرير عدوانه الهمجي .
وفنّد المكتب في بيان تلك المزاعم، موضحاً أن العدو الاسرائيلي يدّعي زوراً وجود نشاطات عسكرية أو “بنية تحتية ” داخل هذه الأبراج .. معتبرا ما يقوم به الاحتلال “الاسرائيلي” ضمن مخطط تهجير قسري ممنهج .
وأدان المكتب، في بيان بأشد العبارات جريمة استهداف جيش العدو الإسرائيلي للأبراج والعمارات السكنية في مدينة غزة، مبيناً أن المدينة تضم 51,544 مبنىً وعمارةً وبرجاً سكنياً .
وقال المكتب: “نؤكد بشكل قاطع، وبشهادة سكان هذه الأبراج، أنها تخضع للرقابة، ولا يُسمح بدخولها إلا للمدنيين فقط، وأن المقاومة لا تعمل من داخل هذه الأبراج السكنية مُطلقاً، وأنها خالية تماماً من أي معدات أو أسلحة أو تحصينات، وجميع طوابقها مكشوفة ومفتوحة للعيان .
وأضاف: “إن المزاعم الكاذبة التي يروج لها العدو “الاسرائيلي” ليست سوى جزء من سياسة التضليل الممنهج التي يتبعها لتبرير استهداف المدنيين والبنية التحتية، ولإرهاب السكان ودفعهم قسراً إلى النزوح .
وذكر أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة ممنهجة من الاستهدافات التي تطال الأبراج السكنية والمنازل والمنشآت المدنية، بهدف تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية لقطاع غزة، وفرض واقع ديموغرافي جديد بقوة القصف والنار والمجازر، تحت غطاء مزاعم أمنية ملفقة وكاذبة .
وطالب، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، والمنظمات الحقوقية الدولية؛ بالخروج عن صمتهم وإدانة هذه الجريمة الواضحة، وفتح تحقيق دولي عاجل، ومحاسبة قادة العدو الصهيوني وجيشه على جرائمهم، وضمان وقف استهداف المدنيين والبنية التحتية، وحماية السكان من سياسة القتل والتهجير القسري التي ينتهجها الاحتلال “الإسرائيلي” .
داخلية غزة تُحذر
من جهتها حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، ، من أكاذيب ادعاءات العدو الاسرائيلي باستخدام الأبراج السكنية والمنشآت المدنية لأغراض عسكرية، مؤكدة أنها كاذبة لا أساس لها من الصحة، هدفها خداع الرأي العام وتبرير جرائمه بحق المدنيين
وأدانت “داخلية غزة”، في بيان، مواصلة العدو الاسرائيلي إرهابه وجرائمه بحق المدنيين وتدمير ما تبقى من منشآت سكنية وبنى تحتية لإجبارهم على النزوح .
وقالت إن إقدام العدو الإسرائيلي على تدمير ما تبقى من منشآت ومبانٍ سكنية في مدينة غزة، يأتي في إطار مخطط تشريد وتهجير سكان المدينة وإجبارهم على النزوح، بعد فشل تهديداته وحربه النفسية بحقهم خلال الفترة الماضية .
انقطاع وشيك لشبكات الاتصالات
في غضون ذلك حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم ، من انقطاع وشيك لشبكات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، جراء مواصلة الجيش “الإسرائيلي” قصف الأبراج السكنية المرتفعة .
وأوضح المرصد، في بيان على موقعه الإلكتروني، أنّ استهداف المباني المرتفعة يمثّل تهديدًا مباشرًا لقطاع الاتصالات والإنترنت، إذ تحتضن أسطح هذه الأبراج المعدات الفنية الحيوية للشركات المحلية المشغلة للشبكات.
وأشار إلى أنّ الجيش “الإسرائيلي” دمّر خلال الساعات الماضية برجين سكنيين، ويهدّد بتدمير المزيد خلال الأيام المقبلة، في إطار سياسة منظمة تهدف لتعميق المحو العمراني، ودفع السكان إلى النزوح القسري، إضافة إلى تدمير ما تبقى من البنية التحتية لقطاع الاتصالات .
وشدد على أن انقطاع الاتصالات يعرقل بصورة خطرة عمل الطواقم الطبية والإغاثية، ويحول دون وصولها إلى الضحايا واستجابتها العاجلة للنداءات الإنسانية .
وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ شبكات الاتصالات والإنترنت تواجه خطر الانهيار الكامل أيضًا بفعل التعطل المتوقع لمحطات التشغيل نتيجة النقص الحاد في إمدادات الوقود، مؤكداً أن ذلك يهدف إلى تعطيل جهود الاستجابة الإنسانية وفرض عزلة تامة على المدنيين، بهدف دفعهم إلى النزوح القسري .
وطالب جميع الأطراف ذات العلاقة بالضغط على “إسرائيل” لوقف تدمير ما تبقى من البنية التحتية للاتصالات والإنترنت في قطاع غزة .
تطهير عرقي ممنهج
بدورها قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم ، إن تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي برجاً سكنياً جديداً في مدينة غزة، وتهديده بمواصلة استهداف المزيد من الأبنية، يمثل “إمعاناً واضحاً في ارتكاب جريمة تهجير قسري وتطهير عرقي ممنهج بحق المدنيين الأبرياء، ومحاولة لاقتلاعهم من مدينتهم تحت وطأة المجازر وتدمير مقومات الحياة كافة .
وأضافت، أن استهداف الأبراج السكنية المكتظة بالنازحين والنساء والأطفال بذريعة استخدامها من قبل المقاومة، “ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة، تمثل استخفافاً بالمجتمع الدولي وتغطية لجرائم حرب مكتملة الأركان ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية .
وحذّرت حماس من أن استمرار هذه السياسة الإسرائيلية يهدف إلى “تدمير مدينة غزة بالكامل وفرض تهجير قسري شامل على سكانها، في جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث .
ودعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى “مغادرة مربع الصمت، والتحرك العاجل لوقف الهجوم الصهيوني الهمجي على مدينة غزة، والتصدي لانتهاكات حكومة نتنياهو غير المسبوقة والمستمرة منذ قرابة العامين بحق الشعب الفلسطيني .
كما طالبت حماس الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم بالتحرك الفوري والفاعل لمحاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، “كمجرمي حرب .
دفع السكان للنزوح جنوبا
وفي فقرة التحليل العسكري على قناة الجزيرة فند الخبير العسكري العقيد نضال أبو زيد المبررات التي ساقها جيش الاحتلال في استهداف المباني المتعددة الطوابق في مدينة غزة، مؤكدا أن الهدف الأساسي يتمثل في تهجير سكان المدينة ودفعهم إلى النزوح جنوبا .
وقال أبو زيد إن الاحتلال يستهدف هذه المباني المرتفعة بذريعة استخدامها من فصائل المقاومة للرصد والمراقبة والاستطلاع ، لكن هذه الادعاءات تتناقض مع الواقع، إذ لا يمكن للمقاومة أن تنشئ غرف مراقبة وسيطرة وعمليات -كما ورد في صور الاحتلال- في منطقة تعج بمئات النازحين، حسب الخبير العسكري .
وأكد أنه لا يمكن للمقاومة منطقيا وحتى في العرف العسكري والاستخباراتي أن تتخذ من هذه المباني المرتفعة غرف مراقبة واستطلاع وعمليات .
ووفق أبو زيد، فإن الهدف الحقيقي من تدمير هذه المباني هو دفع الغزيين من أجل النزوح جنوبا عبر طريق الرشيد (البحر)، مشيرا إلى أن الاحتلال عجز من خلال رفع منسوب العمليات العسكرية عن دفع النازحين إلى النزوح والخروج خارج المدينة .