طبيب مغربي يروي من غزة: مستشفيات مدمَّرة ونقاط طبية محدودة وعمليات مؤجلة بلا أفق
كشف الطبيب المغربي عثمان زروال، المتخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، عن صورة قاتمة للأوضاع الصحية في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما شاهده خلال عمله الميداني، لا سيما في شمال القطاع، يفوق الوصف، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالمستشفيات جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأوضح زروال أن غالبية المستشفيات في شمال غزة دُمّرت بالكامل، فيما تعرّضت معظم المرافق الصحية في الجنوب لأضرار جسيمة، مشيرًا إلى أن سكان القطاع لم يعد أمامهم سوى عدد محدود من النقاط الطبية التي تعمل بإمكانات شديدة التواضع.
وتحدث الطبيب المغربي عن تجربته في مستشفى ناصر، مؤكدًا أن المستشفى تعرّض لتدمير واسع ولم يعد يعمل سوى بقدرات محدودة للغاية، في وقت خرجت فيه معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة أو تعمل بشكل جزئي لا يلبّي حجم الاحتياجات.
وأشار زروال إلى أن قائمة العمليات الجراحية المؤجلة طويلة جدًا، نتيجة النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوية، إلى جانب الاستنزاف الكبير للكوادر الصحية التي تواصل العمل في ظروف بالغة القسوة، وتحت تهديد دائم بالقصف.
وأضاف أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف، لافتًا إلى أن سيارات الإسعاف تواصل نقل المصابين بشكل متتالٍ، بينما تعمل المستشفيات المتبقية فوق طاقتها الاستيعابية، وسط أزمات خانقة في الوقود والكهرباء والمستلزمات الطبية الأساسية.
وتعكس شهادة الطبيب عثمان زروال حجم الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان، وتزايد أعداد الجرحى، وتقلّص القدرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمدنيين.