المصدر الأول لاخبار اليمن

من قاعات الجامعات إلى رصيف البطالة.. مخرجات شبابية جامعية تبحث عن فرصة!!

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//   ستة عشر عاما هو العمر الحقيقي للجهد والعناء الذي يبذله الطالب اليمني للحصول على شهادة البكالوريوس؛ بدءً من المرحلة الابتدائية التي كان يحلم فيها بأن يصبح طبيبًا، مهندسًا، طيّارًا، أو تاجرًا كبيرا، وختامًا بمرحلة البكالوريوس التي يتخرّج منها وقد تقزّمت أحلامه وطموحاته نتيجة للواقع المعيش، فترسو طموحاته الجامحة على […]

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

ستة عشر عاما هو العمر الحقيقي للجهد والعناء الذي يبذله الطالب اليمني للحصول على شهادة البكالوريوس؛ بدءً من المرحلة الابتدائية التي كان يحلم فيها بأن يصبح طبيبًا، مهندسًا، طيّارًا، أو تاجرًا كبيرا، وختامًا بمرحلة البكالوريوس التي يتخرّج منها وقد تقزّمت أحلامه وطموحاته نتيجة للواقع المعيش، فترسو طموحاته الجامحة على مشوار البحث عن فرصة عملٍ بسيطة تقيه حر الفاقة، وتغطي سوأة الحياة الصعبة.

 

البطالة في اليمن

 

منذ سنوات، أي ما قبل اندلاع الحرب في 2015، أُدرجت اليمن ضمن قائمة الدول التي ترتفع فيها نسبة البطالة؛ فقد بلغت عام 2010 ما يقارب 35 في المئة وفقا لتقارير اقتصادية دولية.

 

ومع اشتعال الحرب التي يقودها التحالف على اليمن، تزايدت هذه النسبة بشكل كبير، قبل ذلك أكد تقرير صادر عن مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية عام 2014، أن معدلات البطالة تقترب من 50 في المئة وأن هناك تفاوتاً كبيراً في تقديرات حجم بطالة الشباب في اليمن، بيد أن الحرب المستمرة منذ أربع سنوات لم تقف عند هذا المستوى فحسب، بل فاقمت من مشكلة البطالة، وساهمت في انهيار الاقتصاد اليمني، ما جعل نسبة البطالة تقفز إلى 70 في المئة من إجمالي حجم العمالة في اليمن، بحسب تقرير أممي نشر عام 2017، وهو الأمر الذي نتج عنه اتساع رقعة الفقر وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات الأساسية، وتدني مستوى المعيشة.

 

الشباب والحرب

 

لم يكن الشباب – خريجي الجامعات – وحدهم المتضرر الوحيد من الحرب، إلا أنهم الفئة الأكثر تضررا، كونهم الشريحة الأوسع في المجتمع، فقد أكد تقرير صدر عن الأمم المتحدة منتصف 2017 فقدان 80 في المئة من الشباب العاملين وظائفهم، وأنه تم تسريح 70 في المئة من العمال لدى شركات القطاع الخاص، نتيجة لإغلاق آلاف المؤسسات والمصانع أبوابها بعد تضررها من الحرب الاقتصادية والعسكرية.

 

ومع هذه النسبة المتزايدة من حجم البطالة، والشلل التام في الحصول على فرص العمل، يتخرج سنويا عشرات الآلاف من الشباب، الملتحقين بالجامعات الحكومية والخاصة، لينضموا إلى ركب البطالة الذي يثقل كاهل الجميع.

 

التخرج إلى سوق البطالة

 

بلال يوسف – بكالوريوس من كلية اللغات – جامعة صنعاء، واحدٌ من آلاف الشباب الذين يتخرجون سنويا من الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة، ثم لا يجدون فرص عمل تقدّر الجهد الذي بذلوه خلال سنوات الدراسة، يقول بلال لـ “وكالة الصحافة اليمنية”: “درستُ في كلية اللغات قسم الترجمة، وتخرجت منذ أربع سنوات، ولكن للأسف، لم أحظ بفرصة عمل حتى الأن، فالحرب لم تترك لنا مجالا لنحقق ولو القليل من أحلامنا وأهدافنا، وأنا الأن شخص عاطل عن العمل”.

 

وأشار بلال إلى أن الكثير من طلاب دفعته ليسوا أحسن حالا منه فمنهم من غادر اليمن للعمل في المملكة العربية السعودية غير أنه الآن يقبع في البطالة داخل المملكة، خاصة بعد الإجراءات المتخذة في المملكة والتي تقضي بسعودة الكثير من فرص العمل، فوجد المغتربون أنفسهم على أرصفة المدن ينتظرون من يحتاج عامل ليلتحق أحدهم به.

 

أحلام متواضعة

 

يتخرج الطالب الجامعي في اليمن، حاملا بيده شعاع الأمل، ليضيء الدرب المظلم الذي يسلكه باحثا عن فرصة عمل ولو بأجر محدود، ولكن في مشوار بحثه ينصدم بمعوقات الواقع، التي تبدد كل آماله وأحلامه، فيُدرجُ في قائمة العاطلين عن العمل، والباحثين عن سبل العيش الكريم.

 

طارق المصباحي – بكالوريوس هندسة اتصالات من إحدى الجامعات الخاصة – هو الآخر لم يجد بابا الحظ مفتوحا، وما زال منذ أربع سنوات عاطل عن العمل، يقول طارق لـ “وكالة الصحافة اليمنية”: “بحثت كثيرا لعلي أحظى بفرصة عمل، حتى لا أنسى المجال الذي درسته، وقدمت في معظم المؤسسات والحكومية والخاصة، ولم أجد أي عمل”، وأردف طارق: “سعيت حتى للتطوع كي أحافظ على معرفتي التي اكتسبتها خلال أربعة أعوام من الدراسة، فمتاعب الحياة تسلب مننا كل شيء، ولكن لم أجد فرصة تطوع تهتم بتخصصي”.

 

وهكذا يبدو حال الشباب في اليمن مقيدٌ بين فكي الحرب، والفقر، دون أي جهود تذكر للحكومات اليمنية المتعاقبة، سوى العجز الذي فاقمته الحرب مخلفة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

قد يعجبك ايضا