المصدر الأول لاخبار اليمن

طوابير الغسيل الكلوي.. في انتظار فرصة وفاة !!!

تحقيق/خاص : 2-3 وفيات يوميا من مرضى الفشل الكلوي في اليمن بفعل العدوان

ميمونة ذات الـ27 عاماَ لن تصبح طبيبة أبداً.., إنها تصارع المرض منذ الطفولة.. تكافح لتزرع أمل التعافي على طرقات سفرها الدائم طلباَ للشفاء…
من محافظة إب وتسكن في مدينة دمار ,تتلقى الغسيل الكلوي فيها, وتغادرها للعاصمة لعلاج مرض القلب.
واحدة هي من آلاف الحالات المرضية المزمنة, افرط العدوان الأمريكي السعودي في حرمانها من الدواء فارضاَ المزيد والمزيد من حصار الإبادة الجماعية على العب اليمني.
بين 2 -3 وفيات يوميا من مرضى الفل الكلوي في اليمن يضافون إلى قائمة ضحايا العدوان والحصار.
لا فرق أن يرتكب التحالف الدولي مجزرة بالطيران في مخيم الاعراس أو في العزاء , او مجزرة يرتكبها كل لحظة داخل 38 مركزا للغسيل الكلوي في عموم اليمن..” وكالة الصحافة اليمنية” في هدا التحقيق تسلط الضوء على جوانب من هده الكارثة الإنسانية ..

ضجيج السيارات في طوابير طويلة أمام محطات البنزين وما يكيله سائقوها من لعن وبيل لأمريكا والسعودية ,ربما يحجب عن آذاننا أنين أكثر من 6 ألاف مريض بالفشل الكلوي, يحتاجون أكثر من (478500) جلسة غسيل دموي سنويا في جميع مراكز الغسيل الكلوي، يعيشون أوضاعاً مأساوية، ومعاناة حصدت أرواح المئات منهم، تحولت أوضاعهم كارثة صحية وإنسانية جراء الحصار والعدوان الأمريكي السعودي وتسبب في منع دخول مختلف المواد الغذائية بما فيها الادوية والمستلزمات الطبية للغسيل الكلوي.

إغلاق المنافذ

مفاقمة للحصار أعلن العدوان الأمريكي السعودي بما يسمى” التحالف الدولي” مؤخرا يقوده إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية على الجمهورية اليمنية، مرتكباَ جريمة إبادة جماعية للشعب اليمني.
وهو ما حال عدم سفر الحالات المرضية الحرجة التي تستدعي تلقي العلاج خارج اليمن طوال الفترة الماضية دون مراعاة للجوانب الإنسانية تجاه المرضى، يأتي ذلك وسط صمت أممي ودولي مخزِ ومعيب ذهب ضحيته الاﻻف من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء.
خلال الفترات الماضية وجهت مراكز الغسيل الكلوي نداءات استغاثة لما تبقى من القيم والمبادئ الانسانية الدولية، ودفع الكثير من المرضى حياتهم نتيجة التخاذل الدولي المتواطئ مع تحالف العدوان.

المأساة المعاناة

ما إن تطأ قدماك أحد مراكز الغسيل الكلوي ، والمرضى ينفذون جلسات غسيل الكلى (الإنفاذ) أو (Dialysis) وتنقية الدم من المواد السامة، حتى تسمع رنين الأجهزة الخاصة بالغسيل تعبيراً عن الفاصل الزمني بين الحياة والموت.. وإذ نقرأ صفحات الوجوه الاحبة للمرضى ينتابك الألم لدرجة البكاء. الوجوه ضامرة، الأمل منكسر في أحداق الشفاه متيبسة, وضع مؤلم حقاَ.

فرصة وفاة

بحسب سجلات مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى ذمار العام، طابور من مرضى الفشل الكلوي بعدد 59 حالة ينتظرون وفاة أحد المرضى ليحظى أحدهم بفرصة البديل في مركز طاقته الاستيعابية 12 جهاز حسب ما أكده الدكتور محمد رقبان مدير المركز لـ ” وكالة الصحافة اليمنية “.

صدمة إنسانية

لحظات ألم وقفناها في مركزالغسيل الكلوي بهيئة مستشفى ذمار، مع إحدى المريضات “ميمونة النجم” المعاناة المزدوجة لديها (الفشل كلوي ومرض القلب)،بصعوبة الحديث بين الكلمة والأخرى تأخذُ قسطاً من التنفس.
تخضع “ميمونه” للغسيل الكلوي في مدينة ذمار، وتتردد لعلاج مرض القلب ” هيئة مستشفى الثورة العام” بالعاصمة صنعاء .. الأمل يتقمص المسافة بين المدينتين، تحاول أسرة “ميمونه” منح فلدة كبدهم فرصة البقاء ما امكنهم منفقين على علاجها مالديهم من مدخرات .
لم تهنأ تلك الفتاه بسعادة منذ طفولتها، لم يشأ الوضع أن تصبح طبيبة يوما ما, منذ الطفولة وضع المرض حداً لكل طموحها في العاشرة من العمر، تجاوز بها الحال 17 عاماً من رحلتها مع المرض الا انها مُسَلمة الأمر لله عز وجل ولسان حالها يردد ” الحمدلله”.

كارثة لاتحتمل

المرضى يدفعون حياتهم ثمناً جراء التواطؤ الدولي مع صلف ووحشية العدوان, سواء تواطؤ رسمي للدول أو تخادل‘ والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية.. هكذا أشارت المشرفة التمريضية لأحد مراكز الغسيل الكلوي – الدكتورة سبأ جبهان إد تقف عاجزة ما لذي ستقدمه للمرضى..‘بالتأكيد أن رحلة المرضى مع المعاناة سترافق حياتهم ولن تنتهي، ومع الحصار وإغلاق المنافذ ستتحول إلى كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

عدد كبير

بواقع 3 ساعات لغسلتين في الأسبوع لكل مصاب، بالتأكيد أن ذلك لا يطابق المعايير الصحية المعتمدة، فتم تجاوزها نتيجة العدد الكبير من المرضى، ولمنح أكبر عدد منهم..
الدكتور محمد رقبان مدير مركز الغسيل الكلوي بمحافظة ذمار أكد أن هناك اكثر من 183 مريض يتوزعون على12 جهاز طيلة الفترات.
المركز حصل على عدد 20 جهاز منذُ بداية العدوان، ومن فاعل خير ” رجل أعمال ” إسهاماً منه في توسعة المركز، إلا أنها لم تدخل في خدمة المرضى, بسبب قيام قوات العدوان الأمريكي السعودي، بإحتجاز الأدوية ومواد التعقيم، بحُجة وذريعة أنها مواد مشتعلة وخطيرة, توفى جراء ذلك خلال العام الماضي 2016م عدد 40 مريضا.
خلال العام 2017م توفى “15” مريضا آخرين, وهو معدل منخفض لحالات الوفاة مقارنة بالعام الماضي ودلك بفعل تدخل بعض رجال الخير بتوفير جزء من الاحتياج لمواد التعقيم.

تبعات كارثية

مراكز الغسيل الكلوي في اليمن عموما التي تقدر بـ 28 مركزاً بطاقة استيعابية لا تتجاوز أكثر من( 3600 ) جهازا, الا انها وبرغم توقف بعضها تستقبل أكثر من (6800) مريض للغسيل الكلوي، وبواقع (478500) جلسة غسيل دموي سنويا في جميع المراكز, ونتيجة للأوضاع الاستثنائية تم تقليل عدد الجلسات، والزمن لكل جلسة.
هذا ما اوضحه الدكتور/ نجيب ابو اصبع استشاري أمراض وزراعة الكلى نائب مدير عام هيئة مستشفى الثورة – ومستشار وزير الصحة لشؤون أمراض الكلى في تصريح خاص لـ” وكالة الصحافة اليمنية” مؤكدا أن معدل الوفاة من مرضى الفشل الكلوي في اليمن يتراوح بين 2 -3 وفيات يوميا.
كان ذلك نتيجة إنعدام محاليل الغسيل الكلوي وقساطر للمرضى، توفى البعض منهم أمام أعيننا.
هناك مراكز أغلقت في بعض المحافظات، جراء حصار العدوان للمنافذ, وموخراً إتجاه قوى العدوان لإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، بالتأكيد سيضاعف ويزيد من عدد الوفيات، بل سيترتب على ذلك تبعات كارثية بحق المرضى بشكل عام, وفقا لتأكيدات الدكتور أو اصبع.
يأتي ذلك في ظل الدور الغائب للأمم المتحدة وللمنظمات الدولية طيلة الفترة الماضية.

زارعي الكلى

يؤكد الدكتور/ نجيب أبو اصبع توقف جميع عمليات زراعة الكلى منذ بداية العدوان على بلادنا في 26 مارس 2015م وحتى اليوم, حيث تم قبل العدوان إجراء 244 عملية زراعة كلى وبشكل مجاني.
وفي الوضع الراهن ومنذ ما يقارب الثلاث سنوات من العدوان يتعرض زارعي الكلى للموت بسبب عدم توفر الأدوية.

 

على وشك الإغلاق

كما يبدو مراكز الغسيل الكلوي على وشك الإغلاق. والبداية كانت من محافظة إب حيث أعلن مؤخرا مركز الغسيل الكلوي بالمحافظة توقف نشاطه كليا.. وبحسب نداء استغاثة من حكومة شباب اليمن المستقل اثر زيارة وزير حقوق الانسان لمركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الثورة ” إب” أن المركز على وشك الاغلاق امام المرضى , الذين تزايدت اعداد الوفيات في اوساطهم.

قد يعجبك ايضا