المصدر الأول لاخبار اليمن

رفح تشتعل مجددًا: المقاومة تُوجع لواء “غولاني”.. والاحتلال يواجه فشلًا ميدانيًا جديدًا في غزة

تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

وجّهت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، 4 ضربات موجعة إحداهن لوحدة من النخبة في لواء “غولاني” والثانية استهدف وحدة الهندسة، تمثلتا بتفجير عبوات ناسفة أدت إلى انهيار مباني كانت تتحصن فيها قوات الاحتلال، وبين ركام المباني المنهارة وتحت وطأة الاشتباكات العنيفة، برز فشل الاحتلال في حماية نخبه المقاتلة من كمائن المقاومة، التي تُدير المواجهة من مسافة الصفر، وتعيد هندسة المعركة في كل محور تتوغل فيه قوات الاحتلال.

العمليات الأربع في رفح والشجاعية

لم تكن فقط ضربات ميدانية بل صفعة استخباراتية وعسكرية في قلب المسار الذي تسعى “تل أبيب” إلى فتحه جنوب قطاع غزة. خصوصا أنها جاءت في وقت بالغ الحساسية بعد أيام من محاولات قوات الاحتلال اختراق أطراف رفح الشرقية.

توقيت لافت في لحظة مأزومة

يأتي هذا التطور بينما تعيش قوات الاحتلال الإسرائيلي حالة من التخبّط بين تصعيد متسارع في غزة، وضغوط أممية متزايدة بشأن عملياتها في رفح تحديدًا، والتي باتت تُصنَّف دوليًا كمنطقة منكوبة ذات كثافة سكانية كارثية.

عملية انهيار المباني في حي شرق رفح، تكشف عن جهوزية المقاومة وقدرتها على استدراج القوات المتوغلة إلى بيئة قتالية معدّة سلفًا، وتؤكد أن الحديث الصهيوني عن “تقدم تدريجي آمن” لا يتطابق مع الوقائع على الأرض، خصوصًا مع اعتراف إعلام العدو بسقوط قتلى وجرحى وفشل عمليات الإخلاء تحت النار.

فشل لوجستي.. وتفوق تكتيكي للمقاومة

المشهد الذي رسمته طائرات الاحتلال – حين اضطرت 4 مروحيات للهبوط وسط اشتباكات عنيفة لتأمين إخلاء الجرحى – لا يعكس فقط الخسائر البشرية، بل يُظهر خللًا في التخطيط الميداني وفقدانًا لعنصر المفاجأة الذي لطالما سعت قوات الاحتلال للتمسك به في عمليات الاجتياح المحدود.

فشل الإخلاء السريع، ووقوع عدد من الجنود تحت الأنقاض، يعكس تآكل قدرة الردع الصهيوني في البيئة القتالية الفلسطينية، رغم ما يوصف بأنه أحد أكثر الجيوش تدريبًا وتسليحًا في المنطقة.

أبواب الجحيم تتسع.. والميدان لا يرحم

كتائب القسام لم تتأخر في إعلان مسؤوليتها عن الاشتباك، مؤكدة أن الاشتباك كان من “مسافة صفر”، وأنه يأتي ضمن سلسلة عمليات “أبواب الجحيم”.

هذه التسمية ليست مجرد توصيف دعائي، بل باتت تحمل دلالات ميدانية فعلية، خاصة بعد نجاح المقاومة في تنفيذ كمائن متكررة خلال الأسابيع الماضية في محور رفح، أدت إلى خسائر مؤكدة في صفوف العدو.

اللافت في بيانات المقاومة هو الانتقال من الكمائن الدفاعية إلى الاشتباكات المباشرة على تخوم التحصينات، وهو ما يعكس ثقةً متزايدة بقدرتها على استنزاف العدو حتى داخل المناطق التي يفترض أنه سيطر عليها جزئيًا.

ساحة أخرى تُدار بالصمت والتكتم

رغم ما كشفته المواقع العبرية عن تفاصيل العملية، لا تزال الرواية الرسمية لقوات الاحتلال الإسرائيلي مترددة، وتفضل الصمت أو الاختزال، كما هو معتاد في حالات الخسائر الكبيرة.

إلا أن مؤشرات من الإعلام العبري ومنصات المستوطنين تشير إلى وجود تضارب داخلي حول طريقة إدارة المعركة إعلاميًا، في ظل اتهامات متكررة للجيش بإخفاء الأرقام الحقيقية لقتلاه وجرحاه.

ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، سقط ما لا يقل عن 850 جنديًا صهيونياً، بحسب أرقام قوات الاحتلال، بينهم 410 منذ بدء العدوان البري، إلا أن المقاومة تؤكد أن الأعداد الحقيقية تتجاوز ذلك بكثير، مستندة إلى توثيق عشرات العمليات الناجحة التي لم تُعترف بها قوات الاحتلال.

ويمكننا القول، إن عمليات رفح والشجاعية اليوم تؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، رغم تفوقها الجوي والتكنولوجي، تخسر المعركة على الأرض أمام مقاتلين يتقنون حرب الأنفاق والكمائن والاشتباك القريب.

كما تبرهن على أن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تُستنزف، بل تطوّرت تكتيكيًا في خضم المعركة، ونجحت في فرض معادلات جديدة تجعل من أي محاولة اجتياح مغامرة محفوفة بالفشل.

وفي ظل استمرار القتال في رفح، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تستطيع قوات الاحتلال تحمل المزيد من الكلفة البشرية والسياسية أمام مقاومة تعرف جيدًا تضاريس المعركة وأين توجه ضرباتها؟.

قد يعجبك ايضا