سعي حثيث من الاحتلال الاسرائيلي ومن خلفه واشنطن لتحويل المساعدات الانسانية الى سلاح ضد سكان قطاع غزة عن طريق التسويق لمشاريع إنسانية ظاهرها مساعدة سكان غزة وباطنها فرض سيطرة الاحتلال عسكريا وأمنياً على القطاع، وتخيير الغزيين بين النزوح أوالموت، مع تغييب كل ما يمكن ان يمثل لهم بارقة أمل في البقاء، ومنها المنظمات الدولية حيث تطرح الخطة الاسرائيلية الامريكية استبدالها بشركات أمريكية يديرها عسكريون أميركيون سابقون، ما يؤكد سعي تل ابيب وواشنطن لتحويل الطعام إلى أداة قهر وخضوع لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، وبما يحقق الهدف الامريكي والاسرائيلي باحتلال قطاع غزة ، وإجبار الشعب الفلسطيني على النزوح.
وبرغم ما تمثله الخطة من انتهاك ومخالفة لقوانين العمل الانساني الا أن كيان الاحتلال، ومن خلفه واشنطن يريد فرض هذه الخطة كواقع جديد في غزة ، رغم معارضة المنظمات الدولية الانسانية لهذه الخطة، وتحذيرها من الاهداف التي يسعى الكيان الاسرائيلي تحقيقها من ورائها، ومنها فرض القبضة الامنية على القطاع ، وإجبار سكان غزة على النزوح القسري في نهاية الامر.
ووفق ما صرح به المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” جيمس إلدر، امس السبت، فأن الخطة تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية بما في ذلك استخدام تقنية التعرف على الوجه كشرط مسبق للحصول على المساعدات، وهو ما يؤكد نية الكيان الاسرائيلي على استغلال المساعدات للحصول على معلومات استخباراتية.
والى جانب رفض المنظمات الأممية للخطة ترفض حماس هذه الخطة جملة وتفصيلا ً؛ باعتبارها وفق بيانات الحركة امتداد لسياسية التجويع التشتيت وهذا ما أكدته الحركة في بيان جديد لها اليوم الاحد.
وحسب المراقبين فان لجوء “إسرائيل” الى هذه الخطة يؤكد عجزها الكبير في تحقيق انجازات على ميدان المعركة في غزة ووصولها الى قناعة بان فرض السيطرة الامنية والعسكرية على القطاع، واحتلاله عبر القوة مستحيل ولهذا تحاول تغيير استراتيجياتها، وتجريب أسلحة أخرى، ومنها المساعدات الانسانية.