غرودنبرغ لمجلس الأمن: دوامة العنف في المنطقة تدفع بعملية السلام في اليمن بعيدَا
نيويورك | وكالة الصحافة اليمنية
قال المبعوث الأممي إلى اليمن غروندبرغ في إحاطته لمجلس الأمن اليوم الاثنين، إن الاستقرار في اليمن لا يمكن فصله عن الديناميكيات الممتدة في المنطقة، كون ملف اليمن مازال بلا حل وفي الوقت نفسه، لا يزال عدم الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط ينعكس بدوره على اليمن.
ولفت المبعوث الأممي إلى أن عملية السلام في اليمن ستظلّ هشّةً إذا لم تُعالج مصادر عدم الاستقرار في المنطقة، فاستقرار أي جانب مرهون بتقدّم الجانب الآخر، ولا يمكن عزل ذلك عن بعضه البعض، في إشارة حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة وتداعياتها على اليمن خاصة والمنطقة عامة.
وأضح أن دوامة العنف الراهنة في المنطقة، تدفع باليمن بعيدًا عن عملية سلام يمكن أن تُفضي إلى سلام مستدام وتنمية اقتصادية طويلة الأمد. ونحن بحاجة إلى إعادة توجيه الاهتمام نحو اليمن، مع التركيز على تحدياته الداخلية وإبراز إمكاناته الكبيرة.
ووصف غروندبرغ خطوط المواجهة في اليمن بالهادئة نسبيًا، وأن مناوشات كالتي تحصل في الضالع ومأرب وتعز، تنذر بأن أي حسابات خاطئة من أي طرف قد تدفع نحو عودة نزاع شامل. وستكون عواقب الحرب مدمّرة لليمن وللمنطقة بأسرها.
وعليه، ينبغي أن نواصل الجهود الرامية إلى خفض التوتر على خطوط المواجهة، والحفاظ على حوار أمني بنّاء مع جميع الأطراف المعنية.
وعن خطوات فتح الطرق قال إن فتح وتأمين بعض الطرق الرئيسية في أنحاء البلاد خلال العام الماضي يُبرز أن التعاون أمر ممكن، ويجب البناء على هذه الخطوات
في الأسابيع الأخيرة، أجريتُ مناقشات مع عدد كبير من المحاورين اليمنيين، بما في ذلك من “حكومة التحالف” وأنصار الله، ومع ممثلي الدول الإقليمية، بما في ذلك السعودية وسلطنة عُمان والإمارات ، إضافةً إلى ممثلين عن المجتمع الدولي الأوسع. وقد شددتُ في جميع لقاءاتي على أن أفضل سبيل للمضي قدماً هو الانخراط في الالتزامات التي تم التعهد بها تجاه خارطة الطريق، مع ضمان أن تكون مرتكزة على ملكية يمنية، وأن تستجيب للتحديات الراهنة وللاحتياجات الأمنية الإقليمية الأوسع.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن الحاجة إلى وقف إطلاق نار شامل، وإصلاحات اقتصادية على مستوى البلاد، وعملية سياسية جامعة، لا تزال قائمة كما كانت من قبل. ويستمر عملي على هذا المسار، رغم كل التحديات التي ذكرتها، من دون أن يثنيني شيء.
ونوه غروندبرغ إلى أن الحوار – مهما كان صعباً – يظل السبيل الوحيد الممكن لرأب الفجوة والمضي قدماً. رسالتي لجميع القادة اليمنيين هي أن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بالعمل معكم من أجل خفض التصعيد، وتعزيز الحوار، والتوصل إلى تسوية سياسية جامعة وطويلة الأمد بقيادة يمنية، لافتًا إلى أنه من خلال هذه الطريقة يمكن ضمان استقرار اليمن وازدهاره.